رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم اثر توفيق
بعد ان فرغ الرجال كن صلاة الظهر خرجوا من المسجد فى طريقهم للبيت
حاتم : احنا حنعمل ايه يا حاج فى على جنفضل سايبينه كده ؟
مهاب : على مين ؟
حاتم : على يا حاج الزفت ده اللى ....
ظهر على وجهه الضيق والغضب ولم يستطع ان يقول انه زوج داليا وتذكر مهاب فصاح
مهاب : ااااه على ده زمانه مات فى قلب الجله
محسن : اتطمن يا حاج انا غطسته فى الجله ساعه واحده بس يتربى وقلتله انى وقت ما اعوز حاغرقه فى الجله واحمى بيه الفرن
مهاب : طيب هو فين ؟ تعالوا نشوفه
محسن : مربطه زى الكلب فى البدروم
نزلوا الى البدروم فوجدوا على مقيدا فى الارض باحبال مشدودة فى اوتاد حديدية دقت فى الارض من يديه وساقيه جاثم على اربع فى وضع الطلب وقم ربطت عنقه بحبل مشدود الى بكرة مثبتة فى الارض وكان محسن حين يجذب الحبل يجبره على ان يضع راسه فى الارض وكانت كفوفه مفرودة على الارض وتحتها بعض الحصى والمسامير
تقدم الحاج مهاب منه ووقف امامه وفرد قامته ونظر اليه من اعلى باحتقار قائلا
مهاب : انت عارف انا مين ؟
فكر على قليلا وهو يجيل بصره بين الواقفين وقال
على : انت الحاج عم داليا
ركله مهاب بقدمه فى وجهه بقسوة قائلا
مهاب : ستك داليا يا ابن الكلب لما تجيب سيرة ستك وتاج راسك ما تقولش اسمها كده حاف
على : مش انت عمها اللى اكل حقها واخد ارضها ؟
مهاب : وانت مالك ؟ اكل حقها اخد ارضها اخد فلوسها انا عمها وهى بنت اخويا انت دخلك ايه ؟
على : انا جوزها انت نسيت الحكايه دى ؟
تقدم مهاب خطوة وداس بقدمه على كف على يهرسه فى الارض والحصى حتى اخد.على يصرخ من الالم ورفع قدمه الاخرى فوق ظهره وقال بحدة قائلا
مهاب : الزمن الاغبر المقلوب هو اللى خلى كلب زيك يتجوز ست البنات لكن كل ده من تحت راس المدعوق حامد واهى غلطه ولازم تتصلح وانا اللى حاصلحها
اخذ على يصرخ من الالم والحصى والمسامير تدمى يده
على : حاطلق حاطلقها ايدى اتعورت ابوس ايدك ارجوك شيل رجلك وحاقول لك على حاجه مهمه جدا
مهاب : حتقول حاجه انا ما اعرفهاش واللا حاجه عرفتها خلاص ؟
على : لا حاجه ما تعرفهاش وحتتفاجئ
مهاب : والله حاتفاجئ ؟ الحاج مهاب شركس فيه حاجه ما يعرفهاش ؟ انت عبيط مش عاوز تقول ان حامد وعمران عاوزين يموتوا داليا علشان الوديعه واللا حاجه تانيه ؟
فغر على فاه من الدهشة ولم يرد فتابع مهاب
مهاب : شفت بقى انك عبيط واهبل كمان ؟ لا حامد ولا عمران يقدروا يمسوا شعره من ستك داليا انا اقدر اولع فيهم لو يعدوا من الشارع اللى هى فيه عاوز تقول حاجه تانى ؟
على : شيل رجلك ابوس ايدك واسمعنى انا مش قادر اتكلم
رفع مهاب قدمه من فوق كف على وابقى قدمه المرفوعة فوق ظهره ونظر له من اعلى باحتقار وقال بسخرية
مهاب : قول انا سامع بس على الله يكون كلام مهم
على : انا مستعد اطلقها وابوظ خطتهم كلها بس اخد جزء صغير من الوديعه
مهاب : انت كنت طالب النص مش كده ؟
على : لا مش ضرورى النص حتى لو اتنين مليون جنيه انا عارف ان عينك على الوديعه وبعد ما اطلق حتبقى الوريث الوحيد ومش الوديعه وبس الشقه والشاليه اللى فى الساحل والشقه اللى فى العجمى
مهاب : طيب ايه رايك اجيبها هنا واخليها تتنازل عن كل ده قدامك بمزاجها ورضاها من غير ما اديلك ولا مليم ؟
على : طيب ادونى فلوسى اللى اخدتها منى فى السعوديه وسيبونى امشى وانا مستعد اطلقها بالتلاته
مهاب : المشكله انى ما باحبش الطلاق وما باحبش ان واحده من بيت شركس يتقال عليها مطلقه انا شايف ان كلمة ارمله احسن واللا ايه رايكم ؟
محسن : طبعا يا حاج احنا ما عندناش واحده اتطلقت قبل كده اللى يتجوز من بناتنا وبنتنا مش عاوزاه بنقتله ونرمى جتته للكلاب واللا ايه رايك يا نادر ؟
نادر : ايوه انا موافق بس الكلام ما ترضاش تاكل جتة المعفن ده احنا احسن زى ما كنا ناويين ندفنه فى الجله ونحمى بيه الفرن
مهاب : انا باسال عن رايكم فى الطلاق بس انتوا حتفتوا ؟ اقفل بقك انت وهو موته ده بايد داليا وهى اللى تقرر يموت امتى وازاى
دخلت داليا محسن الى البدروم ونظرت الى على بحقد واقتربت منه وبكل ما يعتمل فى صدرها من غضب بصقت عليه قائلة
داليا م : يا ابن الكلب خلاص عمرك خلص وموتك على ايدى
مهاب : اهه يا بنتى جبناه متكتف نحت رجليكى تحبى نموته ازاى ؟
داليا م : عاوزه اموته ازاى؟ مش عارفه مش لاقيه طريقه تشفى غليلى من العذاب اللى شفته
حاتم : يا داليا ده مش هو السبب ده كان مجرد وسيله فى ايد حامد لعبه يحركوها زى ما هم عاوزين والسبب كان الوديعه حامد كان طمعان فى الوديعه اللى ابوكى عملها وكان لازم يحضر وريث عمك ما يقدرش يعارضه
داليا م : وسيله ؟ لعبه ؟ يعنى ايه ؟ وازاى قبل انه يكون لعبه ؟ وازاى قبل انه ياخدنى بلد غريبه ويسرق جواز سفرى ويحبسنى تلات سنين
لمعت عيناها ببريق مجنون وقالت بهذيان
داليا م : تلات سنين تلات سنين تلات سنين . تلات سنين كانوا اسوا واغرب تلات سنين فى عمرى كله . تلات سنين تلات سنين تلات سنين . تلات سنين محبوسه فى اغرب سجن فى العالم . سجن السجان فى ايده المفتاح والسجين هو اللى فى ايده الكرباج لا ده عاوز يفتح ولا ده عاوز يرحم وايه السبب ؟ الوديعه الشقه الفلوس ؟ ملعون ابو الفلوس الفلوس تخلى الكلب ده يعذبنى طول السنين دى ؟
كان الغضب قد بلغ منها مبلغه فانشبت اضفارها فى وجهه وهى تصرخ بغل ودخلت اختها بسرعة لتمسك بها وتجذبها بعيدا وسط صمتهم وعدم قدرتهم على معارضتها
داليا م : سيبينى سيبينى اشفى غليلى
داليا ط : اهدى يا داليا ارجوكى انا خايفه عليكى
تركتها ووقفت تواجه الجميع قائلة
داليا م : انتوا مش عارفين اللى حصل لى هناك
داليا ط : داليا ارجوكى اسكتى
داليا م : لا لا مش حاسكت
بدات عينها اليسرى تختلج بقوة وشفتها السفلى ترتعد واخذت انفاسها تعلو وبريق عيناها يظهر حالة من الجنون تمر بها ثم ابصرت قضيبا حديديا فاختطفته واندفعت نحو على فامسك بها محسن ونادر ليبعدوها عنه ولكنها تشبثت بقوة بالقضيب
داليا م : سيبونى اموته انا لازم اخلص عليه انتوا مش عارفين ده قتلنى والله قتلنى انتوا فاكرين انى عايشه ؟ لا انا ميته الكلب ده اخدنى هناك وسابنى لوحدى فى بلد ماحدء فيها طايقنى خلانى باكلم نفسى زى المجنونه وراح يشتغل بعيد وسابنى لوحدى انا كل الناس قالوا عليا مجنونه
اتسعت عيناها فى جنون وجذبت شعرها بعصبية واخءت تزفر فاقترب منها عمها يحاول تهدئتها ولكنها ابتعدت عنه قائلة
داليا م : لا ما تلمسنيش اوعى تقرب منى انت راجع من الصلاه طاهر وانا مش .....
داليا ط : داليا اسكتى
داليا م : لالا مش حاسكت لازم يعرفوا انا ...
اندفعت نحوها ووضعت يدها على فمها تمنعها من الاسترسال قائلة برجاء
داليا ط : ارجوكى يا داليا اسكتى تعالى معايا من هنا
ولكنها انتزعت يدها عن فهما بعنف وصفعتها قائلة بثورة
داليا م : انتى بتكتمى بقى ليه ؟ لازم اتكلم لازم يعرفوا
واجهتهم وفى هينيها يتزايد الجنون وقالت
داليا م : انتوا عارفين حصل لى ايه هناك ؟ انا رميت نفسى فى حضن راجل عجوز علشان بس الاقى حد اكلمه
سقط القضيب من يدها وقالت وهى نفسها تشعر بصدمة لما تفوهت به
داليا م : ما كنتش لاقيه حد اكلمه
دفنت داليا طلال وجهها بين كفيها واخذت تبكى بينما شعر مهاب ان الارض تدور من تحته وان روحه تنسحب من جسده واحس بدوار عنيف اجبره ان يستند على كتف مادر الذى سارع بمعاونته للجلوس على مقعد قريب بينما وقف محسن يشعر بالاسى لما اصاب ابنة عمه اما حاتم فقد اعماه الغضب فاخرج سلاحه النارى واندفع نحو على بغضب قائلا
حاتم : انت لازم تموت حتى الموت مش كفايه لازم تموت الف مره
وضع السلاح فوق راسه وهم باطلاق النار ولكن داليا طلال صرخت قائلة
داليا ط : بس كفايه كفايه كده ارجوكم
ثم ذهبت الى اختها التى وقفت فى ركن ترتعد فاحتضنتها قائلة
داليا ط : تعالى معايا يا حبيبتى تعالى مع اختك حبيبتك
كانت الدنوع متحجرة فى عينيها وهى تشعر ان ملابسها قد انتزعت من فوق جسدها وانها تقف امامهم عارية تماما فهمست فى اذن اختها قائلة
داليا م : بردانه
داليا ط : قلبى يدفيكى يا حبيبتى
شعرت بتخاذل وانهاك وسارت مع اختها للخارج بلا مقاومة وهى تدارى جسدها بيديها وبعد خروجها حاول الحاج مهاب النهوض ولكن قدماه خذلتاه فسقط ارضا مغشيا عليه ليتعاون محسن ونادر ومعهم حاتم على حمله ونقله الى غرفته
يتبع
رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الخامس والعشرون 25 من هنا