رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم اثر توفيق
قبل بداية الحلقة ارجو منكم الدعاء لبنتى وكل اولادنا بالتوفيق فى امتحانات الثانوية العامة ربنا العالم انها تعبت واجتهدت طول السنه وربنا ما يضيعش تعبها ويكافئها يارب
......................
حضر الدكتور ممدوح مسرعا وهو يتعجب من كثرة زياراته هذه الايام لبيت الحاج مهاب لم يكن متذمرا ولا يشعر بالضيق ولكنه يشعر بالقلق على الرجل الكبير صاحب الايادى البيضاء على الجميع وعليه هو شخصيا لذلك ترك كل شيء وحضر مسرعا وكانت زوجته دكتورة نجلاء قد اعطت مهدئا لداليا لتنام قليلا ولكنها لم تستطع الاقتراب من الحاج مهاب حتى يحضر ويرى الاجراء المناسب وعلى الفور ادخلوه حجرة الحاج مهاب وقام بالكشف عليه متخوفا من حدوث شيء خطير ولكنه وجد الامر عاديا مجرد اغماءة بسيطة بسبب ارتفاع الضغط نتيجة لحالة الحزن الشديدة التى المت به ولا شيء اكثر الحمد لله وسيفيق بعد قليل من الراحة .
اعطاه مهدئا وطلب من الحاجه عاليه ان تبلغه عندما يفيق ثم ذهب للاطمئنا على داليا فوجدها مصابة بانهيار عصبى ولكن لمعرفته بطبائع العائلة لم يصر على دخولها للمستشفى ولكن وصف لها علاجا واوصى باصطحابها لاى مكان لتغيير الجو عندما تتحسن صحتها وبعدها مر على فاطمه وحليمه وغير لها ضمادة عينها وعاد اخيرا لغرفة الحاج مهاب طالبا من الحاجه عاليه ان تتركهما بمفردهما
عاليه : انت عاوزنى اسيب جوزى وعشرة عمرى وابو عيالى وهو كده ؟
ممدوح : هو ماله ؟ ده زى الفل الحاج ده جبل ما يتخافش عليه انا عاوز اقعد جنبه علشان لما يفوق اتكلم معاه كلمتين مش اكتر
عاليه : بس انا ما اقدرش اسيبه
ممدوح : وانا ماليش حق فيه ؟ انا كمان ابنه واللا نسيتى ان هو اللى مربينى ودخلنى كلية الطب وخلانى بقيت دكتور ومن غيره كنت اكتفيت بالثانويه العامه وشغال عندكم سواق واللا فلاح فى الارض
عاليه : طيب وعيادتك يا دكتور ممدوح
ممدوح : اللى فتحلى العياده اهم من العياده قومى يا حاجه شوفى بناتك وخليكى جنبهم اصل حملك بقى تقيل قوى ما بقوش بنتين وبس قومى خليكى جنب داليا وفاطمه وحاولى تخففى شويه عن حليمه
خرجت على مضض وقام عو ليقرب مقعدا من فراش الحاج وجلس بجواره ونظر نحوه بحب وانحنى على يده يقبلها قائلا بهمس
ممدوح : الف سلامه عليك يا حاج ياريتنى كنت مكانك
كان يدرك ان الحاج سيكون بخير ولكن ما يشغل باله هو داليا كيف يستطيع اخراجها من حالتها ؟
بعد قليل سمع صوت الحاج مهاب يهذى فى غيبوبته مرددا اسم داليا فاسرع الى الخارج ليجد ابناؤه امام الباب
محسن : طمننا يا دكتور الحاج عامل ايه ؟
ممدوح : خير يا جماعه ما تقلقوش هى مدام داليا فاقت واللا لسه ؟
محسن : الحاجه قالت انها فاقت
اسرع الى غرفتها وطرق الباب ففتحت له اختها ودخل اليها مباشرة
ممدوح : حمد الله على سلامتك يا مدتم داليا الحاج عاوز يشوفك
اشاحت بوجهها للجهة الاخرى لتدارى دموعها قائلة
داليا م : مش حاقدر
ممدوح : ارجوكى الحاج تعبان ولو ما شافكيش ممكن التعب يزيد عليه ولا قدر الله ....
قاطعته بلهفة وقد اتسعت عيناها
داليا م : الحاج ماله ؟
ممدوح : ارجوكى تعالى معايا انتى اللى تقدرى تخليه يقف على رجليه
اسرعت ترتدى الروب وتخرج معه وهمت اختها بمصاحبتهم ولكن ممدوح نظر اليها بعينيه يمنعها ودخل الى حجرة الحاج هو وداليا التى اقتربت من فراشه وسمعته يهذى باسمها فجلست على حافة السرير وقالت بهمس وعيناها دامعتان
داليا م : انا اسفه يا عمى انا السبب فى اللى انت فيه
افاق حين شم رائحتها وشعر انها بجواره وفتح عينيه بضعف وقال بصوت متهدج
مهاب : انتى جيتى يا حبيبتى ؟ حقك عليا يا بنتى انا اللى غلطت انا السبب فى كل اللى حصل لك كنت فاكر انى باحميكى اتارينى ضيعتك بايدى
داليا م : ما تقولش كده يا عمى انت اللى لحقتنى من الضياع وكل اللى عاوزاك تعرفه ان اللى حصل كان غصب عنى وانى ندمانه عليه ومستعده اموت نفسى علشان اغسل عارى بايدى
مهاب : لا يا بنتى انا مش بالومك وعارف ومقدر اللى مريتى بيه كلنا غلطنا يا بنتى وربنا يسامحنا ويغفر لنا
مد يده يجذبها الى حضنه فامالت راسها على صدره وهو يمسح على شعرها واغلق ممدوح الباب بهدوء وعلى وجهه ابتسامة مطمئنة
باذن الله سوف تتعافى .
........................
وصل مصطفى الى القصر وجلب بعض الطعام وجلس على قهوة منعزلة عند اطراف المدينة وبقى هناك حتى وقت متاخر من الليل ثم ركب سيارة الى قرية مجاورة لقريتهم ومن هناك قطع المسافة سيرا على الاقدام وهو يغطى وجهه بلاسة صعيدى تخفى وجهه تماما ما عدا عينيه
كان يتستر بالظلام حين وصل على مدخل القرية وربض هناك يراقب الناضورجى حتى استطاع مغافلته والدخول الى القرية ثم توجه الى الحارة الخلفية التى توازى حارته وتسلق فى صمت احد البيوت معتمدا على الحذاء المطاطى الذى يكتم الصوت تماما .
ربض فى الظلام قبل ان يقفز من السطح للسطح الذى يليه ثم الذى يليه حتى وصل الى سطح بيت عادل ابذى يجاور بيته واطلق صفيرا خافتا وانتظر فى الظلام ولكنه لم يجد ردا اعاد الصفير ولكن لا يوجد رد فرفع صوته بالصفير قليلا وفكر فى الاتصال به ولكنه خشى ان يكون صوت الهاتف مسموعا فى هذا السكون فينبه بعض الرقباء .
اعاد الصفير بصوت اعلى فسمع كن ينادى بهمس :::: تعالى
لم يكن الصوت صادرا من بيت عادل ولكنه كان صادرا من بيت ام شلبى فاسرع يتجاوز السور الفاصل بين بيت عادل وبيته ثم تجاوز السور الفاصل بين بيته وبيت ام شلبى ونزل على السلم ليجد المراة العجوز تنتظره فى الظلام فاتحة ذراعيها
ام شلبى : كنت مستنياك يا ولدى كنت عارفه انك جاى علشان تاخد التار
مصطفى : فين عادل يا امه بانادى عليه مش بيرد ومش عوايده ينام بدرى
اطرقت المراة براسها بحزن وقالت
ام شلبى : زودله طلقه فى الطبنجه يا ولدى اصله ما رضيش يقول على مكانك
لمعت عيناه بالدموع وضغط على اسنانه بقوة حتى كاد يكسر فكه
مصطفى : عادل كمان ؟ حساب الظالم تقل قوى يا امه
ام شلبى : الكفره اللى ما عندهمش قلب ولا ضمير ربطوه فى الشجره اللى قدام الجامع قدام كل اهل البلد وفضلوا يجلدوا فيه لحد ما روحه طلعت وهو ما بيقولش غير مصطفى راجع وحياخد بتار كل البلد اهرب يا حامد لو تقدر مهما تهرب انت ميت ميت
سالت دموعه التى حاول حبسها وهو يتذكر صديق طفولته وذكرياتهما معا وقال بحزن وتصميم
مصطفى : يوم الحساب قرب يا امه لازم اخد روحه بايدى مش حاسيبه لحد
ام شلبى : ربنا يقويك يا ولدى بادعيلك فى كل صلاه تاخد بتار البلد كلها مافيش بيت فى البلد الا وليه عند الظالم تار خد بتارنا يا ولدى وريحنا من عيشة الذل خلص عليه يا مصطفى يا عادل يا شلبى يا ولدى
انطلق مصطفى الى حارج القرية ودار حولها وصعد الى الجبل حتى وصل الى السرداب الذى يعتقد ان حامد اعده للهروب فوضع كعامه وسجائره اسفل السيارة المخبئة وجلس على الرمال يفكر ( هل يجتاز السرداب لنهايته ويذهب اليه فى بيته ويقتله ؟ كلا هذه فكرة حمقاء سيقتله رجال حامد قبل ان يصل اليه اذن ما العمل )
دخل الى السرداب يتفحصه ويتحسس جدرانه فوجد جزءا رخوا فى جانب السرداب فاسرع الى الخارج وكسر فرعا من الشجرة العتيقة التى تخبى السيارة خلفها وعاد للداخل واخذ يحفى فى جدار السرداب حتى صنع تجويفا كافيا لان يختبئ بداخله بجسده كاملا وبعدها خرج ليجلس على الرمال مستدنا بظهره على السيارة يدخن . يفكر . وينتظر
.......................
تحسنت حالة الحاج مهاب فى اليوم التالى ودخل كل اولاده للاطمئنان عليه كانت الاختان تجلسان على جانبيه بينما الحاجه عاليه تجلس على حافة الفراش قريبا منه حين دخل الاخوان محسن ونادر
مهاب : اومال فين حاتم ؟ مش باين من امبارح
نظر نادر نحو داليا محسن بحذر وخفض عينيه وهو يقول
نادر : ده .... مشى
غابت الابتسامة عن وجه الحاج مهاب وصمت وتحاشى الجميع النظر الى داليا محسن التى غامت عبناها وترقرقت الدموع فيهما فنظرت لها اختها بحسرة ومدت يدها من خلف ظهر الحاج مهاب تربت على كتفها وتقول همسا
داليا ط : حيرجع
نظرت نحوها بعيوم دامعة وهزت راسها نفيا بينما الحاج مهاب يقول فى هدوء
مهاب : لا حول ولا قوة الا بالله
يتبع
رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل السادس والعشرون 26 من هنا