📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل السابع والعشرون 27 بقلم اثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل السابع والعشرون 27 بقلم اثر توفيق

ى عصاه للمرة الاولى فى عمره الذى تجاوز السبعين ووقف امام على المقيد كما هو يدق الارض بعصاه وهو ينظر اليه من اعلى باحتقار حتى احضر له نادر مقعدا وضعه امام على فجلس الحاج وادار العصا بين يديه فى صمت قبل ان يقول 

مهاب : انا جاى ابشرك بشرى عظيمه الحكومه هاجمت بلد فى الاقصر اسمها حضن الجبل تعرفها ؟ 

شعر على بالقلق ونظر للحاج مهاب بتوجس فاضاف مهاب 

مهاب : وفى الغاره دى قتلوا ناس كتير وقبضوا على ناس كتير من رجالة واحد اسمه ..... حامد الهوارى تعرفه ؟

اتسعت عينا على بدهشة ورعب قبل ان يكمل مهاب 

مهاب : وكان معاهم ناس من بره البلد شغالين معاه ومن الناس اللى اتقتلوا واحد اسمه عمران سلامه اكيد ده بقى تعرفه مش كله ما تعرفوش 

على : عمى ؟

مهاب : الله ينور عليك ما انت بتفهم اهه اومال مين اللى قال عليك حمار ؟ انت يا نادر ؟

نادر : يا صدقنى ما يغركش انه فهم ان اللى مات واسمه عمران سلامه يبقى عمه دى جت معاه بالصدفه دن حمار وحاخليه ينطق بعضمة لسانه 

امسك نادر بساق على وعدل مشط قدمه على الارض وداس بقدمه على سمانته وصرخ فيه قائلا 

نادر : قول انا حمار 

كان على يصرخ من الالم ويكاد مشط قدمه ينكسر وهو يصيح 

على : اااااه انا حماااار انا حماااااااار ابوس ايدك رجلى حتتكسر 

مهاب : خلاص يا نادر مصدقك سيبه 

نزل نادر من فوق ساقه وهو يضحك ساخرا بينما قال على بخوف 

على : طيب انتوا عاوزين منى ايه دلوقت ؟

مهاب : اختار لك موته على مزاجك علشان ما نغصبش عليك يا نرميك فى الجله ونحمى بيك الفرن يا نقطعك ونرميك للكلاب 

على : انا فى عرضك يا حاج ابوس ايدك انا حاطلقها بس ادونى فلوسى بس 

ركله مهاب بقدمه فى وجهه وهتف بغضب 

مهاب : انت ما تتشرطش علينا يا ابن الكلب 

انكمش على على نفسه ثم استجمع شجاعته وسال 

على : هو انت حتعمل ايه مع داليا ؟ حتموتها زى ما حامد كان عاوز ؟

مهاب : وانت مالك ؟ اااه نسيت انك لسه جوزها نادى على داليا يا محسن 

خرج محسن وعاد بعد قليل ومعه داليا واحضر لها نادر مقعدا بجوار عمها فجلست وهى تنظر لعلى باحتقار 

مهاب : انتى حتروحى تفكى الوديعه امتى يا داليا يا بنت اخويا ؟

داليا م : بعد عيد ميلادى على طول اسافر انا وحد من ولاد عمى نروح البنك افك الوديعه واجيب فلوسها لحد عندك ولو عاوزنى ابيع شقة اسكندريه واجيب فلوسها تحت امرك انت عمى واللى تؤمر بيه انفذه 

مهاب شفت بقى اننا عيله مع بعض ؟ يعنى مش لازم اموتها علشان اخد فلوس الوديعه لو عاوزهم اقول لها وهى حتجيب الفلوس دلوقت يا داليا الكلب ده عاوزانا نعمل فيه ايه ؟

وضعت ساقا فى اخرى ونظرت نحوه باحتقار قائلة 

داليا م : مش انت بتبنيلى بيت لوحدى ؟ خلى تادر يرميه فى خلاطة الاسمنت ويحطه فى صبة القواعد بس يصبه فى الحته بتاعة الصاله علشان طول ما انا رايحه وجايه افضل ادوس عليه بالجزمه 

صرخ على هلعا وقال برعب شديد 

على : لالالا ارجوكم ابوس رجليكم ابوس رجلك يا حاج ابوس رجلك يا دا ..... قصدى يا ستى انا كنت عبد المامور انا فى عرضكم ارحمونى وحاطلقها من غير ولا مليم 

مهاب : انا قلتلك ما باحبش كلمة مطلقة انا باحب كلمة ارمله اشيك وبعدين بنت اخويا امرت واوامرها لازم تتنفذ دى الغاليه بنت الغالى

على : فى عرضكم ارجوكم انا محوش فلوس تانيه من قبل الجواز مستعد اجيبها بس سيبونى اعيش ارجوكم 

اخذ يبكى ويضع راسه فى الارض حتى قال مهاب 

مهاب : انت صعبت عليا ولو ان قلبى ده حجر واول مره حد يصعب عليا بس ماشى حتطلق ومش عاوزين منك فلوس تانى بس حسك عينك تفتح بقك بكلمه واحده عن ستك داليا ولا تنطق اسمها بلسانك والا والله اقطعه واقطعك انت كمان حتت صغيره قد عقلة الصباع 

على : حاضر حاضر تحت امرك انتى طالق طالق طالق 

مهاب : خلاص فكه يا نادر وخلوه يستحمى ولبسوه هدوم نضيفه علشان نجيب الماذون ونخلص 

حضر الماذون وانهوا اجؤاءات الطلاق وبعدها وقف على امام مهاب قائلا 

على : انا خلاص طلقت عاوزين اعمل ايه تانى ؟

مهاب : زى ما نبهت عليك ولا تجيب اسم ستك داليا على لسانك فاهم ؟ ده مش خوف منك انت ولا تسوى اساسا انما علشان واحد شاذ ونجس زيك ما يصحش ينطق اسمها فاهم واللا مش فاهم ؟

على : فاهم حاضر اسمها مش حانطقه ولا حاجيب سيرتها على لسانى خالص 

مهاب : ليكى اى طلبات تانيه يا داليا يا بنتى ؟ 

داليا م : انا حابقى افك الوديعه واجيبلك فلوسها وعاوزه تبيعلى حتة ارض هنا فى البلد وتبنيلى بيت 

مهاب : وتفكى الوديعه ليه خليا للمستقبل وعلى الارض انتى هندك ارض كتير هنا ورثك من ابوكى كان كاتبه باسمى علشان احافظ عليه وايراد ارضك السنين اللى فاتت اكتر من الوديعه بكتير 

على : يعنى ايه ؟ 

مهاب : يعنى ابو داليا الله يرحمه كتب الارض باسمى علشان احافظ على ارضها مش مهاب شركس اللى ياكل حق الغريب يبقى ازاى حاكمع فى حق بنتى وبنت اخويا لحمى ودمى ؟ امشى ربنا يكفينا شرك واعمل حسابك لو لسانك نطق اسمها اقسم بالله العظيم موتك حيبقى حلال بالنسبالى 

هم بالخروج وهو يهذى بكلمات غير مفهومة فاستوقفته داليا صائحة 

داليا م : استنى يا حيوان 

غادرت المضيفة وعادت بسرعة تحمل حقيبة القتها على الارض امامه قائلة 

داليا م : خد فلوسك على داير مليم اصل مش داليا شركس الى تطمع فى اى حد انا كنت باخدهم منك علشان اذلك واعرفك انى اقوى منك لكن انا طول عمرى فلوسى تحت رجلى ترفعنى وعمرها ما كانت فوق راسى 

مهاب : خد فلوسك وامشى زما اشوفش خلقتك تانى 

داليا م : اسمع بعد اسبوع تروح تلاقى هدومك عن البواب وبعدها حذارى اشوف خلقتك فى اسكندريه كلها 

على : مش عاوزهم انا خلاص حاسافر اى دوله مش قاعد هنا خلاص عمى مات وخلصت منه ومش عاوز ارجع البلد دى تانى ابدا 

انصرف على مهرولا حتى وصل للباب الخارجى ليجد سيارة حاتم مقبلة فتوقف ونزل من سيارته امام الباب الحديدى وامسك بعلى بعنف وعيناه تتقدان شررا 

حاتم : انت خرجت ازاى ؟ 

فنادى الحاج مهاب من امام باب المضيفة قائلا 

مهاب : سيبه يا استاذ حاتم احنا مشيناه خلاص الموضوع خلص 

انسحبت داليا سريعا من المضيفة بعد سماع صوت حاتم الذى وقف عند الباب الحديدى لا يستطيع تحديد مشاعره هل يفرح ان مشكلتها قد انتهت ؟ ام يصب جام غضبه على هذا الحقير الذى اهانها واذلها ؟ ام ياسى على ما لاقته فى حياتها من عذاب وجراح كان اقساها بسببه هو ؟ والذى زاده ارتباكا وتخبطا اكثر من كل ذلك ما ناداه به الحاج مهاب لقد كان معتادا ان يدعوه ابنه والان يقول استاذ حاتم فهل هى صدفة ؟

مهاب : اتفضل يا استاذ حاتم واقف ليه ؟ بيتك ومطرحك 

لا يوجد فى ضوته اى ترحاب ويبدو ان هناك ما تغير .

تقدم الى داخل المضيفة ورغما عنه اجال بصره بحثا عنها ثم جلس ساكنا وجلس الحاج مهاب بجواره ونادر ومحسن امامه ومعهما محمد البدرى الذى وصل للتو وبعد قليل نظر نادر الى ساعته ووقف مستاذنا 

نادر : انا عمدى مشولر ضرورى بحرى البلد بعد اذنك يا حاج بعد اذنك يا استاذ حاتم بيتك ومطرحك 

مهاب : طيب يا نادر روح وما تتاخرش . يا محسن اطلب لنا الشاى وخلى الجماعه يحضروا غدا للضيف 

فعلا هناك ما تغير لم يعد واحدا من البيت بل صار ضيفا ولكنه يستحق بل يستحق ما هو اقسى من ذلك .

تنحنح وابتلع ريقه قائلا 

حاتم : الحكومه هاجمت حامد ورجالته اول امبارح يا حاج وخلصوا على اغلب رجالته وقبضوا على الباقى 

اتسعت عينا محمد الذى كان يجلس بعيدا فاقترب بسرعة ليسال ولكن مهاب سبقه وسال بلهفة 

مهاب : وحامد اتقبض عليه واللا مات ؟ احنا سمعنا اخبار لكن مافيش تفاصيل كتير 

حاتم : حامد مات . قدر يهرب من الحكومه وكان مرتب اموره يقدر يهرب لما الدنيا تضيق عليه كان حافر سرداب تحت الارض من اصطبل الخيل لحد ما يطلعه ورا الجبل على طريق تراب مش معروفه توصله بره المحافظه ومحضر عربيه دفع رباعى ومغطيها بخيش وشكاير رمل ومداريها ورا شجره 

مهاب : الابليس اللعين كان عامل حسابه على كل حاجه واكيد كان مرتب اموره يقدر يهرب بره مصر ويعيش بفلوسه بره 

حاتم : ماحدش يعرف وهو عموما ما لحقش لان مصطفى عرف بالسرداب وما اتكلمش عنه خالص وراح استخبى لحامد فيه وهو اللى خلص عليه 

محمد : يعنى اخويا هو اللى قتل حامد واخد تارنا ؟

حاتم : بس مع الاسف مات معاه فى السرداب 

مهاب : وانت عرفت كل ده ازاى ؟ 

حاتم : مصطفى صور كل حاجه على التليفون وبعتلى الفيديو اهه 

اخرج الهاتف من جيبه ومد يده للحاج مهاب ولكن محمد اختطفه واخذ يشاهد الفيديو وهو مذهول وعيناه تتسعان اكثر فاكثر مع كل لقطة حتى انتهى الفيديو وناول الهاتف للحاج مهاب وسجد لله شكرا وقام وعيناه دامعتان فسمع الحاج مهاب يقول وهو يشاهد الفيديو 

مهاب : والله اسد يابنى خساره فى الموت 

محمد : ما تقولش كده يا حاج قول انه مات راجل ورفع راسنا 

مهاب : البقيه فى حياتك يا محمد يابنى شد حيلك 

محمد : فى حياتك الباقيه يا حاج انا خلاص كل ما حيلى يتهد واتعب حاشوف الفيديو ده علشان اشد حيلى واقول ان تخويا راجل بجد النهارده يا حاج اخيرا حاقدر اخد عزا التلاته احمد ومسعود ومصطفى بس دلوقت بعد اذنك عاوز اشوف فاطمه وحليمه 

اصطحبه محسن للطابق العلوى واخذ محمد الهاتف معه ليشاهدوه وبعد قليل سمعوا اصوات الزغاريد تنطلق من الطابق العلوى وصوت حليمه تصيح قائلة 

حليمه : يا ولاد يا ولاد تعالوا شوفوا ابوكم راجل وانتوا تعالوا شوفوا عمكم راجل وانتوا شوفوا خالكم راجل راجل وسيد الرجاله يا مصطفى سيد الرجاله يا حبيبى يا ابو عيالى

يتبع

مجمع الرواية من هنا

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الثامن والعشرون 28 من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات