📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم أثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم أثر توفيق


تناول حاتم الغذاء بدون شهية كان يجلس على المائدة شارد الفكر دون ان ياكل كثيرا ولم يكن نادر موجودا وبعد الغذاذ طلب الحاج الشاى والتفت لحاتم قائلا 

مهاب : احنا مش عارفين نشكرك ازاى يا استاذ حاتم انت تعبت معانا قوى الفتره اللى فاتت ومهما عملنا مش حنعرف نرد جمايلك 

حاتم : يا حاج جمايل ايه ؟ انا باعتبر نفسى ابنك وواحد من العيله 

مهاب : انت يا استاذ حاتم غلاوتك من غلاوة ولادى فعلا واى وقت حتشرفنا حتكون فوق راسنا ضيف عزيز 

ردد حاتم بدهشة 

حاتم : ضيف ؟ مش عارف يا حاج من امتى بتقول استاذ حاتم ؟ كنت الاول بتقوللى ابنى وكمان بقيت ضيف ؟

انتظر حاتم ان يرد الحاج مهاب ولكنه لزم الصمت ودخل نادر فسلم على الجميع وجلس لاقل من دقيقة ثم وقف قائلا 

نادر : بعد اذنكم انا حاطلع اتطمن على الحاجه 

احس حاتم ان نادر الذى يمتاز بالصراحة لا يرغب فى مجالسته وان اباه يعرف ذلك ولكنه قرر تجاهل الامر حتى تتضح الصورة فقال مترددا 

حاتم : هو انتوا عملتوا ايه مع اللى اسمه على ده ؟ 

مهاب : خلاص يا استاذ حاتم الموضوع ده خلص كتر الف خيرك انت ساعدتنا فى الموضوع ده وعملت اللى ربنا قدرك عليه وخلاص على ده انتهى من حياتنا 

ابتسم رغما عنه وقال وهو يقرب مقعده من الحاج 

حاتم : طيب يا حاج انا عارف ان الوقت مش مناسب لكن انا ....

قاطعه الحاج مهاب قائلا بهدوء 

مهاب : فعلا الوقت مش مناسب 

حاتم : ايوه بس انا كنت عاوز اطلب ....

مهاب : خليها وقت تانى احنا دلوقت عندنا عزا 

ابتلع ريقه وصمم على اكمل حديثه قائلا 

حاتم : ارجوك يا حاج اسمعنى انا كنت عاوز اتقدم ....

ولكن مهاب وقف قائلا بحزم 

مهاب : ما عنديش بنات للجواز يا استاذ ياريت ما تكملش 

حاتم : انت اتغيرت من ناحيتى قوى يا حاج لكن انا عارف انى غلطان وانى ...

مهاب : لا يا استاذ انا عمرى ما حاتغير من ناحيتك وحتفضل غلاوتك كبيره قوى فى قلبى زى ولادى لكن معلش ده نصيب وانا ما عنديش بنات للجواز 

......................

اقيم سرادق كبير للعزاء بعد المغرب وحضر كبار اهل القرية وصغارها لم يتخلف احد وبعض رجال القرى المجاورة ومن اهل المدينة لتقديم واجب العزاء لعائلة شركس ولم يكن محمد يبدو عليه الحزن وهو يتلقى العزاء كان يروح جيئة وذهابا وهو كمن يتمنى ان يضع لافتة يكتب عليها هذا عزاء اخى البطل مصطفى البدرى الذى خلص العالم من شر شيطان مريد استعبد اهل القرية طويلا .

وبعد العزاء استاذن حاتم فى الانصراف فلم يمانع مهاب وهو الذى كان يصر على مبيته ولم يكن يسمح له بالسفر ليلا ابدا الا هذه المرة .

خرج حاتم مودعا وخرج معه مهاب ومحسن لتوصيله حتى سيارته فحانت منه التفاتة الى شرفتها ثم عاد اليه بصره حسيرا كسيرا فنظر الحاج مهاب نحو الشرفة وامعن النظر ثم استاذن الجميع واتجه لداخل المنزل وصعد للطابق الاول عدوا كأنه يعرف ما سيلقاه هناك 

فتح حاتم باب سيارته ووقف قليلا ثم ركب سيارته ومضى فى سبيله دامع العينين كسير الفؤاد لكم كان يتمنى البقاء هذه المرة ولكنه فى النهاية مضى .

خطا الحاج مهاب لداخل غرفة داليا المطفأة الانوار فراها هناك عند الشرفة تتستر بالظلام وتختبئ خلف الستائر المسدلة فخطا نحوها وسمعت هى خطواته فلم تلتفت حتى اصبح خلفها تماما ومد يده يربت على كتفها بعطف فاستدارت اليه وهى تنكس راسها بانكسار وعيناها غارقتان بالدموع ففتح لها ذراعيه لتلقى نفسها فى حضنه وتلقى براسها على صدره وتنفجر فى البكاء وهو يمسح على شعرها مرددا 

مهاب : لا حول ولا قوة الا بالله 

......................

استيقظت داليا طلال مبكرا وخرجت الى الشرفة لتستنشقعبير الصباح ففوجئت بمحسن يقف اسفل شرفتها حاملا باقة من الورود وهو يبتسم فابتسمت بساعدة ودخلت لتبدل ملابسها وتهبط الى الحديقة 

داليا ط : بتحسسنى انى جولييت تصحى من النوم تلاقى روميو تحت بلكونتها 

مد يده اليها بالباقة وانحنى قائلا 

محسن : حتى جولييت ما كانتش بالجمال ده 

استنشقت عبير الورود وهى تدفن وجهها فى الباقة خجلا فقال 

محسن : سبحان الله اول مره اشوف ورده بتشم الورد 

داليا ط : وبعدين معاك يا محسن باتكسف 

محسن : بتتكسفى من خطيبك وحبيبك اللى حيبقى جوزك ؟  اسمعى ايه رايك اخدك بالكارته الف بيكى الببد زى زمان واجيبلك شيكولاته 

داليا ط : بس على شرط ناخد دوللى معانا يعنى نخرجها من الحاله اللى هى فيها 

محسن : وماله ياريت اطلعى هاتيها 

صعدت داليا طلال الى غرفة اختها فلم تجدها واتصلت بها فلم ترد وفى النعاية وجدت الهاتف فى غرفتها فذهبت تبحث عنها فى كل ارجاء المنزل فلم تعثر لها على اثر فنزلت مسرعة الى الحديقة 

داليا ط : الحقنى يا محسن داليا مش فى البيت وسايبه تليفونها فى اوضتها 

محسن : طيب تكون راحت فين ؟ هدومها موجوده ؟

داليا ط : كل حاجه موجوده والسرير زى ما هو كأنها ما نامتش عليه انا قلقانه عليها قوى 

محسن : ما تقلقيش اكيد خرجت تشم هوا وتلاقيها فى جنينة الموز تعالى نروح نشوفها 

انطلقوا بالكارتة الى حديقة الموز ولكنها لم تكن هناك فذهبوا للبحث عنها عند الساقية القديمة وعلى طول الترعة حتى وجدوها جالسة فى صمت فى الحقل القبلى وسط الزراعات كانت تجلس بشرود لم يزايلها حتى اقتربا منها ونزلا من الكارتة واسرعت اختها اليها تجلس بجوارها ورفعت شهرها المتهدل على وجهها بيدها ومسحت دنوعها برفق وهى تقول 

داليا ط : مالك يا حبيبتى قاعده لوحدك ليه ؟

لم ترد عليها فاقترب محسن قائلا 

محسن : وادى ورده تانبه قاعده وسط الخضره انما ايه ورده سبحان الخالق المبدع فى جمالها 

مد يده اليها بباكو شيكولاتة ولاختها بباكو مثلها فحاولت الابتسام قائلة 

داليا م : جايبلى شيكولاته يا محسن ؟

محسن : ايه كبرتى على الشيكولاته يا بنوته انتى ؟ احنا كنا بندور عليكى علشان افسحكم بالكارته اصلى مفضى نفسى النهارده علشانكم مخصوص 

داليا م : طول عمرك طيب وحنين يا محسن 

داليا ط : طبعا دى الحنيه اتخلقت علشان محسن 

نظر نحوها بحب وكاد يندفع لعناقها بينما هى تكاد تعانقه بيعينيه وفى نفس الوقت حاولت داليا محسن ان تستمر فى الابتسامة الزائفة ولكن دموعها خذلتها 

داليا ط : محسن سيبنا لوحدنا شويه معلش احنا حنقضى اليوم النهارده لوحدنا بس اعمل حسابك بكره حتفسحنا طول النهار 

محسن : طيب خلوا الكارته ارجعوا بيها وانا حاتمشى بس ما تتاخروش على الغدا ولو احتجتونى اتصلى بيا 

قبل ان ينصرف ارسل لحبيبته قبلة على الهواء ومضى الى سبيله فالتفتت لاختها 

داليا ط : وبعدين يا بنت امى مش قادره اشوفك كده يا حبيبتى 

داليا م : انا كويسه 

داليا ط : لا انتى مش كويسه انتى بتعذبى نفسك على ذنب ما يستاهلش كل ده مين فينا مالوش ذنب ؟ فيه ناس عملت اكتر من اللى عملتيه بكتير دى غلطه واحده تستاهل تموتى نفسك وتدفنى شبابك وجمالك عليها ؟ لا طبعا ربنا ما يرضاش بكده ربنا اسمه الغفور الرحيم علشان بيغفر لنا ويرحمنا يبقى احنا ما نرحمش نفسنا ؟ انا مش ممكن احس بحلاوة الدنيا ولا بالسعاده وانا شايفه اختى الوحيده حزينه ومكس وره كده كفايه حزن يا حبيبتى وانسى اللى حصل ده ماضى وانتهى وربنا بيقبل التوبة 

داليا م : تفتكرى عمى حيسامحنى ؟ 

داليا ط : يا حبيبتى عمك بيحبك ويموت فيكى انتى اغلى عنده من نور عينيه ده صعبان عليه يشوفك فى الحاله دى وكتر زعله ممكن لا قدر الله يجراله حاجه 

داليا م : وولاد عمى اللى ما بقيتش قادره ارفع عينى فيهم تفتكرى احسن ارجع اسكندريه وامشى من هنا ؟

داليا ط : يا دوللى ايه اللى بتقوليه ده دول ولاد عمك بيحبوكى وفرحانين انك فى وسطنا ما شفتيش محسن عمال يعازلك ويقول عليكى ورده سيحان الخالق فى جمالها 

داليا م : محسن طول عمره طيب انما نادر وماما عاليه 

داليا ط : يا نهار ابيض هى حصلت تشكى فى حب ماما عاليه ليكى ؟ لا كله الا كده دى ماما عاليه بالذات بتحبك حب خلى بابا مهاب بيغير منك 

ابتسمت لمزحة اختها فقالت 

داليا ط : ايوه كده ابتسمى خلى الدنيا تنور والله ابتسامتك دى مش بتنور وشك بس دى بتنور الدنيا بحالها اما نادر بقى والله ما فيه حاجه فى قلبه واتكلمى معاه بصراحه ده ابن عمك 

داليا م : ما اقدرش انا مش عارفه قلت ازاى الكلام ده ؟ 

رفعت يديها تدارى ذراعيها وجسدها وقالت 

داليا م : كانت لحظة جنون ومن ساعتها وانا حاسسه انى عريانه وبردانه 

اقتربت منها واحتضنتها وامالت راسها على صدرها وكسجت على شعرها لتشعرها بالعطف والحنان وتقول 

داليا ط : يا حبيبتى يا داليا ليه تعذبى نفسك كل العذاب ده ؟ كفايه ايه يعنى غلطتى انتى ندمتى وتبتى طيب انتى كده احسن مننا على الاقل انتى عرفتى غلطتك وندمتى عليها يا عالم انا اكون غلطت فى ايه ومش عارفه ولا تايبه عن ذنبى واتحاسب عليه 

قبلت جبهتها واضافت وهى تعيدها الى حضنها 

داليا ط : يا حبيبتى احنا اهلك وبنحبك ونخاف عليكى خليكى فى وسطنا تنورى حياتنا لكن لو سبتينا حياتنا حتبقى ضلمه من غيرك

يتبع 

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل التاسع والعشرون من هنا

مجمع الرواية من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات