رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 القص الثلاثون 30 بقلم اثر توفيق
بدا محمد البدرى بعد العزاء العمل فى مزرعة المواشى كمساعد لمحسن وفى اليوم الاول بدا بتعريفه نظام التغذية والادوية وفى المساء جلس معه الحاج مهاب على انفراد
مهاب : ايه اخبار الشغل يا محمد ؟
محمد : الحمد لله تمام يا حاج الدكتور محسن اخدنى المزرعه وفهمنى ازاى اراعى المواشى والادويه والاكل وكله تمام
مهاب : خد بالك يا محمد انت مساعد الدكتور مش كلاف وتحت ايدك الكلافين وانت راجل متعلم بتنظم المواعيد لان تنظيم المواعيد ده مهم جدا علشان الانتاج يزيد مفهوم ؟
محمد : مفهوم يا حاج والحقيقه بسم الله ما شاء الله المزرعه معموله بنظام حديث انا ما شفتش زيه
مهاب : دى بقى عمايل ولادى الدكتور محسن والمهندس نادر المهم انا دلوقت عاوز اسالك سؤال وترد عليا انتوا دلوقت خلاص ربنا ريحكم من المحروق حمدى وبلدكم نضفت انت ناوى تكمل معانا ننا واللا ترجع البلد ؟ وبراحتك فى الحالتين حتلاقينى فى ضهرك
ابتسم محمد كمن يتوقع السؤال واجاب
محمد : يا حاج مهاب اجنا مالناش ارض فى البلد وما شفناش فيها غير الظلم والذل والمهانه ولما جينا هنا فى كرمك وحماك شفنا منك ومن عيلتك كل خير تفتكر نختار ايه ؟ لو انت مكانى ترجع واللا تفضل ؟ حاجه مش عاوزه تفكير انا عمرى ما كنت اتخيل ان فاطمه اختى وهى تعبانه ادخل اتطمن عليها الاقى الست بنتك قاعده جنبها بتاكلها فى بقها وتديها الدوا بنفسها اللى فى مقام بنتك عندنا فى البلد وما يصحش استويها ببنتك كانت واخده اختى جاريه ياريت خدامه وكانت بتعذبها . عمرى ما كنت اتخيل ان فاطمه اختى تقوللى انها قلقت بالليل لقت ست الحاجه داخله تتطمن عليها وتتمم على الغطا ولما لقتها صاحيه قعدت تتساير معاها زى ام وبنتها لحد ما نامت . يا حاج اللى كان فى البلد وربنا رحمنا منه كان عاملنا عبيد واستباح حتى عرضنا اما انت مضلل علينا بجناحك وبتتقى ربنا فينا وبتراعينا وولادك بيراعونا ويراعوا عيالنا اللى عمرهم ما كانوا يعرفوا طعم الحلاوه والشيكولاته والملبس والحاجات دى بقوا بياكلوها صبح وليل لو ابنك دكتور محسن جاب الصبح ابنك المهندس نادر يجيب اخر النهار ولو نادر جاب الصبح محسن يجيب اخر النهار احنا عيالنا كانوا محرومين حتى من اللعب فى الشارع دلوقت طول النهار بيلعبوا فى الجنينه وست الحاجه قاعده ترعاهم وبسم الله ما شاء الله ايه بنت الست داليا بتلعب معاهم وفى وسطهم كأنهم من توب بعض وعيالنا فرحانين بيها قوى .
تفتكر يا حاج بعد كل ده اسيب جارك وارجع ؟ انا لو حتى شفت فى بلدنا خير وعز ما اسيبش جارك وحماك الا لو كنت مجنون او انت مش عاوزنى
مهاب : لا ازاى مش عاوزك ؟ كله الا كده بالعكس انا باسال علشان اتطمن ونفسى تقول افضل هنا والحمد لله ربنا حققلى اللى فى نفسى وحيث كده من بكره محسن ينزل دمنهور ويروح مديرية الاوقاف علشان تتعين امام للمسجد الكبير هنا احنا لينا معارف فى كل حته ولو احتاج الامر يروح الوزاره فى القاهره حيروح والجامع قريب من المزرعه علشان كده قلنا تمسك مع محسن المزرعه علشان تقدر توفق بين هنا وهنا وربنا يقويك على حملك وتربى عيالك واحنا معاك برضه واهو البيت القديم بتاعى كبير ويساعكم كلكم وقريب من هنا وعيالك يقدروا ييجوا لوحدهم يكلوا علينا البيت وان ما شالتهمش الارض نشيلهم جوه حبابى عينينا
محمد : كتر خيرك يا حاج ربنا يبارك فى صحتك وعمرك
مهاب : ياللا قوم شوف عيالك وريح شويه وانا حارتب بقى مع الدكتور ممدوح علشان نشوف حنعمل ايه مع فاطمه وحليمه واعتبر دول بناتى ومسئوليتى
.....................
مهاب : انت تفتكر يا ممدوح ان حالة فاطمه لسه محتاجه تروح مستشفى ؟
ممدوح : بالتاكيد يا حاج انا مش طبيب نفسى وعكلت كل اللى اقدر عليه من الناحيه الجسديه لكن برضه فيه حاجات تانيه محتاجة طبيب امراس نساء وطبيب جلديه والاهم طبيب نفسى
مهاب : طيب تفتكر ناحدها فين ؟
ممدوح : المستشفى اللى انا متعاقد معاها فى لوران امكانياتها عاليه جدا ومجموعة الاطباء فيها ممتازه والتمريض كمان على اعلى مستوى وفيها طبيب عيون كفء جدا علشان حليمه وكمان الطبيب النفسى فيها استاذ بارع ومن المدرسه القديمه اللى بتحافظ على اسرار المرضى
مهاب : تفتكر اعرض عليه داليا ؟
ممدوح : لا يا حاج خلاص داليا زى الفل ومش محتاجه بس اقترح انك تاخدها معاك بحجة انها تراعيهم وتتابع علاجهم واعتقد هى عندها عربيه تقدر تروح وتيجى كل يوم وحتحس انها بتعمل حاجه مهمه وحتبقى كويسه بدون ما تحتاج لعلاج نفسى
مهاب : يبقى على بركة الله
وبدات رحلة العلاج حيث تقرر احتجاز فاطمه فى المستشفى لفترة لم يحددها الطبيب اما بالنسبة لحليمه فبعد كل الفحوصات اللازمة قرر الطبيب اجراء عملية تجميل لعينها بتركيب عين صناعية لا يمكنها الرؤية ولكنه ستجعل مظهرها مقبولا وفى تلك الاثناء كانت داليا تذهب اليهم تتابع علاجهم وتناقش الاطباء وبدات حالتها المعنوية تتحسن كثيرا .
.....................
وفى تلك الاثناء حاول حاتم كثيرا الاتصال بنادر ولكنه لم يكن يرد عليه مطلقا بينما كان محسن يرد عليه بادب ودبلوماسية ولكنه قطع عليه سبيل الحوار معه تماما وفى النهاية فكر فى الاتصال بداليا طلال ربما قبلت ان تكون شفيعة له عندها بل عندهم جميعا .
لا يدرى ما اصابه يومها حين سمع ما سمع حتى ركب سيارته منصرفا دون حتى ان يخطر احدا كان يومها قد صعد الى حجرة الحاج مهاب حاملا اياه مع اولاده بعد ان سقط مغشيا عليه من هول الصدمة . هذا الرجل القوى لم يتحمل الصدمة فلماذا يلومونه ان لم يتحمل هو الاخر ؟
كلا هو المسئول . هو من بدا طريق الاسى الذى خطت فيه داليا وبذر بيده الشوك ليدميها فان اخطات فهو المسئول قبلها هل يسامحها ؟ كلا بل هى التى يجب ان يسالها الصفح ولكنه بدلا من ذلك ركب سيارته وانطلق حتى دون ان يدرى لاين يذهب حتى انه لم ينتبه لنفسه الا على مشارف القاهرة ماذا اتى به الى هنا ؟ لا يدرى حقا . ادار سيارته عائدا قاصدا القرية والافكار تصطرع فى راسه بعنف حتى انه تجاوز مدخل القرية سارحا ولم يفق الى حين وصل الى الاسكندرية وهناك اخذ يجوب طريق البحر مرارا ومرارا دون هدف وكلما فرغ البنزين من سيارته اعاد ملئها حتى طلع عليه الفجر وهو غارق فى افكاره فى امر محسوم تماما ولم ينتبه الا صباحا انه خذلها وتخلى عنها ادرك وقتها فقط انها كانت فى تلك اللحظات القاسية بالذات تحتاجه بجوارها ولكنه كأى جبان تركها ومضى والان يتوسل للعودة والصفح .
من يملك القدرة على الغفران ؟ تلك الجريحة مهيضة الجناح ؟ هل تملك القدرة على الغفران ام انها بحاجة الى من يشفى جراحها ؟
ربما كانت اختها خير شغيع له عندها بل عندهم جميها فهل تقبل ان تتشفع له ام انه بحاجة الى من يتشفع له ايضا عند اختها ؟ انها اختها على كل حال ومن يمس داليا محسن يصيب بسهمه داليا طلال ومن يجرح اصبعها يدمى قلوبهم جميعا وهو لم يمسسها بل قتلها قتلا وكان اسوا ما فعل ان تركها حين الحاجة ومضى فليس هناك سيف امضى من سيف التخلى .
استجمع شجاعته واتصل بها اخيرا وبادرها قائلا حين ردت
حاتم : الو .. كويس انك رديتى عليا انا محتاج تسمعينى بس ارجوكى بلاش تعملى زيهم وتقولى استاذ حاتم
داليا ط : مالك يا حاتم فيه ايه ؟
حاتم : يا داليا انا حاسس دلوقت ان الكل بيعاملنى على انى غريب وبقيت وحيد لدرجة انى رجعت احس باليتم وان اهلى ماتوا تانى دلوقت مش من سنين انا حاسس انى تايه مش عارف اعمل ايه صحيح انا غلطان انى مشيت فجاه لكن انا ما كنتش حاسس باعمل ايه انا مزلت على اسطندريه يومها تعرفى انا رحت المطعم كا طلبتش اكل بس رجت علشان افتكرها لقيتها هناك روحت ابو قير لقيتها هناك ورحت القلعه لقيتها هناك روحت على بيتى لقيتها هناك مش عارف اشوف حاجه غيرها ومش قادر اعيش من غيرها
داليا ط : ارجوك يا حاتم داليا مجروحه ومش متحمله جرح تانى سيبها تداوى جرجها بنفسها احنا بنحاول نخرجها من حالة الياس اللى هى فيه لكن واحده واحده
حاتم : وانا ؟ انا املى الوحيد انها تسامحنى وبعدها تعمل اللى هى عاوزاه لو طلبت منى روحى مقابل كلمة السماح انا راضى انا بقالى تلات ايام ما دقتش لقمه واحده ولا دقت طعم النوم خلاص بقيت هيكل عظمى لابس هدوم انا رجعت اسكندريه وروحى فضلت هناك عندها وطلمه واحده منها تردلى روحى
داليا ط : طيب يا حاتم اهدى وانا حاتكلم معاها هى مش فى العزبه النهارده لكن اوعدك بكره على رواقه اتكلم معاها واحاول اجس نبضها
حاتم : ارجوكى كلميها وقوليلها حاتم من غبرك اصبح جسد بلا روح بكلمة رضا منك ولمسه واحده من ايدك تردى روحه للجسد ويعيش ولو استمر غضبك عليه حيموت بس لو هى عاوزانى اموت يبقى على الاقل تسامحنى وترجم روحى من العذاب وساعتها اموت وانا سعيد وراضى وانا حاسس انها راضيه عنى قوليلها انى ضعيف ومحتاج استمد القوه منها وعمرى ما كمت قوى لوحدى انا كنت موهوم لما كنت فاكر نفسى قوى كنت موهوم لما كنت فاكر نفسى انسان انا كنت تمثال شبه انسان وهى اللى حركت الروح فى التمثال ده وبقى انسان ومن غيرها ارجع تانى تمثال لكن مشوه ومكسور .... قوليلها ...... قوليلها .......
ارتج عليه القول فلم يعد يدرى ما يقوله اكثر من ذلك فردت داليا طلال
داليا ط : خلاص يا حاتم انا حاقول لها كل اللى اقدر عليه وربنا يهدى قلبها
.....................
مساء الخير انا عارف ان البوست قصير لكن مضطر اقصر فى البوستات وحاحاول انزل تلات بوستات النهارده وبكره لحد ما تفرج واغير التليفون قبل بداية نشر الروايه الجديده
يتبع
رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الواحد والثلاثون 31 من هنا