📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم اثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم أثر توفيق


حضر العديد لزيارة حاتم كل اهل المنطقة تقريبا وجرسون المطعم ومديره وجرسون الكافيه وسعيد الذى كان يحضر يوميا يشاهده عبر الزجاج الفاصل من خارج الغرفة باكيا وابراهيم وجابر ومحروس وكل رجالهم 

الحاج مهاب واولاده كانوا يحضرون لزيارته كل يوم وكان الكل يتطلع اليه من خلف الزجاج الفاصل ويدعو له بالشفاء .

وحدها داليا كانت هناك بداخل الغرفة تصحو وتنام على مقعد بجوار سريره وهى ممسكة بيده لا تفارقها تحدثه وتناجيه ولكنه راقد فى غيبوبته لا يرد  

كانت تلك المستشفى الكبيرة فى لوران التى اصطحب الحاج مهاب اليها فاطمه وحليمه للعلاج ولم يطل علاج حليمه كثيرا بعد العملية التجميلية التى خضعت لها بتركيب عين صناعية تجعل مظهرها مقبولا وبعدها سمح لها الطبيب بالخروج وحين ذهب محمد لاصطحابها طلبت منه زيارة حاتم لم تكن تعرفه ولكنها سمعت اسمه يتردد كثيرا وهناك وقفت خلف الزجاج القاصل تراه لاول مرة وتهمس قائلة 

حليمه : شد حيلك ربنا يقومك بالسلامه مصطفى بيسلم عليك 

كانت تهمس ولم يسمعها سوى محمد الذى وقف بجوارها مندهشا وحين سالها اخبرته ان مصطفى زارها فى الحلم وطلب منها زيارة حاتم 

وحين سمح الطبيب لفاطمه بالنزول لحديقة المستشفى واعلن ان حالتها الجسدية تتحسن تحسنا كبيرا واخبرهم الطبيب النفسى انها تتماثل للشفاء طلبت من محمد زيارة حاتم وقد تعجب محمد من ذلك لانها لم ترى حاتم من قبل وكانت فى حالة من الصدمة لا تعى شيئا فمن اين لها معرفة حاتم ؟ ولكن الطبيب النفسى سمح بذلك واصطحبها مع محمد الى هناك واوقفها امام الزجاج فتطلعت اليه وابتسمت ووضعت يدها على الزجاج قائلة 

فاطمه : ازيك . انا جيت اشكرك على اللى عملته علشانى انا عارفه انك عكلت حاجات كتير علشانى وعلشان بلدنا كلها وعلشان مسعود كمان اه مسعود بيسلم عليك انت عارف مسعود ؟ مسعود جوزى ابو عيالى مسعود مات كان بيحبنى قوى وانا كمان كنت باحبه قوى بس مات انما انا حافضل احبه واحمد كمان مات انت عارف احمد ؟ احمد ده اخويا الكبير كان طيب وحنين قوى قوى قوى وكان بيحبنى ويدلعنى ويقوللى يا بطه وانا كنت باحبه قوى هم عارفينك وبيسلموا عليك مسعود واحمد ومصطفى كمان فاكر مصطفى ؟ مصطفى ده اخويا الصغير اللى طلع الجبل وموت التعبان اصل مصطفى راجل قلبه زى الحديد طلع الجبل وموت التعبان اللى كان بياكل البلد كلها واحد واحد 

هم محمد بان يضع يده على كتفها ويسكتها الا ان الطبيب منعه من ذلك باشارة صامتة ثم سحبه بعيدا وقال 

الطبيب : خليها تطلع كل اللى جواها علشان ربنا يشفيها وترجع تبقى طبيعيه 

عاد محمد الى جوارها فسمعها تقول 

فاطمه : التعبان ده كان كبير وضخم وجعان وكان بياكل البلد كلها واحد واحد اكل احمد ومسعود وشلبى واكلنى انا كمان لا هو ما اكلنيش هو رمانى لحيه نجسه شيطانه العن منه كانت بتقطع لحمى كل يوم وتدبحنى تحت رجليها كل يوم كل يوم من غير رحمه ولا راحه لحد ما مصطفى قدر يلحقنى منها وبعدها قتل التعبان افتكرت مصطفى ؟ هو فاكرك وعارفك واحمد ومسعود كمان عارفينك وبيحبوك وبيسلموا عليك هم دلوقت قاعدين فى الجنه بس بيقولولك هم مش عاوزينك تيجى دلوقت علشان فيه ناس كتير قوى هنا بتحبك ومحتاجالك صحيح هم بيحبوك بس الناس اللى هناك محتاجينلك اكتر .

وداليا كمان بتحبك شوف قاعده جنبك ازاى ؟ وانا كمان باحبها اصلها كانت بتقعد جنبى وانا عيانه وتاكلنى فى بقى وتدينى الدوا اصلها طيبه وحنينه قوى انت عارف ؟ احلى من بنت الكلب اللى اسمها نجاة اللى كانت بتدبحنى كل يوم تحت رجليها وفى الاخر ماتت حليمه هى اللى موتتها بس يا خساره اخدت عينها معاها حليمه دى كانت جميله ومصطفى كان بيحبها بس عينها راحت انما انا برضه شايفاها جميله ولو عينيها الاتنين راحوا برضه حتفضل جميله .

انت طيب قوى يا استاذ والناس كلها بتحبك هو انت سامعنى ؟ انا قلبى حاسس انك سامعنى قوم بقى فتح عينك وشوف القمر اللى قاعده جنبك حد يبقى جنبه واحده زى ست داليا وينام ؟ قصدى داليا لانها ما بتحبش اقول ستى بتقول انتى اختى هو انا اطول ؟ غير بس هى اللى طيبه وحنينه ومتواضعه مش زى بنت الكلب المتفرعنه اللى فى الاخر ماتت موتة الكلاب وحتفضل ملعونه ليوم الدين .

قوم بقى عارف لو فتحت عينيك وشفتها مش حيهون عليك تنام تانى وحتفضل صاحى علشان تشوف جمالها اصلها جمالها ربانى سبحان من ابدع وصور قوم بقى وحتفرح بيها .

انت سامعنى ؟ عارف لو سمعتنى حترتاح اصل انا لما قلت كل اللى حوايا ارتحت 

ثم استدارت الى اخيها وابتسمت قائلة 

فاطمه : اه والله ارتحت يا محمد 

.....................

احد عشر يوما مروا عليها وهى لم تغادر غرفته تنام على المقعد المجاور لفراشه وتمسك بيده ولم تفقد الامل لحظة فى انه سيفيق دموعها تنساب فى صمت وذكرياتهما معا تتوارد الى ذهنها كشريط سينيمائى يمر امام عينيها 

وفى اليوم الحادى عشر بينما كانت تغالب رغبتها بالنعاس خيل اليها ان اصابعه ارتعشت بين يديها ولم تكن تلك الرعشة مبعثها البرد ولكن كان مبعثها دبيب الحياة من جديد وقبل ان  تتيقن مما شعرت به خيل اليها انه يبتسم ابتسامة خفيفة ولا تدرى ماذا دفعها لان تنظر الى الخلف لتفاجأ بفاطمه هناك خلف الزجاج تكلمه ولكنها لم تتمكن من سماع كلماتها بسبب الزجاج الفاصل بينهما اعادت النظر اليها حين تحركت اصابعه مرة اخرى بحركة ملحوظة تاكدت منها ولمحت ابتسامة تيقنت تماما انها لم تكن وليدة خيالها فباعدت مقعدها للخلف حتى تقترب من الطاولة التى وضع غليها جهاز الاتصال الداخلى وهى لا تزال ممسكة بيده باحدى يديها بينما تمد اليد الاخرى لاخر استطاعتها حتى تمكنت من رفع السماعة وطلبت الطبيب المعالج 

داليا م : يا دكتور بيتهيالى حاتم اتحرك حركه ضعيفه كده لا متاكده انه اتحرك 

الطبيب : حركه زى ايه بالظبط ؟

داليا م : صوابعه اتحركت حركه خفيفه وحسيت زى ما يكون بيبتسم 

الطبيب : انا جاى حالا 

حضر الطبيب وتفقد الاجهزة لمتابعة المؤشرات الحيوية وقام بقياس النبض والحرارة ثم ابتسم قائلا 

الطبيب : الحمد لله يا مدام توقعى انه يفوق بين لحظه والتانيه 

......................

فى اليوم التالى حضر الحاج مهاب الى المستشفى للاطمئنان فخرجت اليه داليا مستبشرة 

داليا م : الحمد لله الدكتور بيقول انه ممكن يفوق فى اى لحظه 

مهاب : الف حمد وشكر ليك يارب طيب يا بنتى انا عديت على فاطمه ولقيتها بقت عال العال وصحتها بقت تمام والدكتور بيقول انه ممكن يخرجها عادى لكن حيستنى كام يوم يتطمن اكتر علشان ما تتنكسش تانى 

داليا م : الحمد لله اهى فاطمه دى اللى اتعذبت عذاب يخلينى احس ان اللى شفته ولا حاجه جنب اللى هى شافته 

مهاب : من شاف بلاوى الناس تهون عليه بلوته المهم انا حاستنى فى الاستراحه شويه محسن اخد اختك وامك وراحوا يشتروا الشبكه وحيرجعوا على هنا لو فيه اى جديد بلغينى 

ذهب الى الاستراحة بينما عادت هى الى غرفة العناية وبعد قليل خرجت الممرضة لمراجعة بعض التعليمات فى المكتب الامامى فى مواجهة غرفة العناية وقبل ان تجلس داليا لمحته يحاول ان يحرك راسه ببطء ويحاول ان يتكلم فاقتربت منه محاولة ان تسمع همساته الضعيفة وبعد معاناة سمعته يقول 

حاتم : داليا ..... ميه ...... عطشان 

اسرعت بالخروج الى حيث الممرضة وقالت بلهفة 

داليا م : فاق .. فاق واتكلم وعاوز يشرب 

قامت الممرضة سريعا الى الغرفة بينما ذهبت هى للبحث عن الطبيب ولمحها عمها حين مرت امام الاستراحة فقام خلفها وقابلا الطبيب وهو يسرع نحو العناية 

داليا م : فاق فاق يا دكتور واتكلم 

الطبيب : انا رايح اشوفه على طول الممرضه بلغتنى اتطمنى 

اسرع الطبيب الى غرفة العناية ودخلها واغلق الباب خلفه وداليا وعمها بنتظران بالخارج وبعد قليل خرج مستبشرا 

الطبيب : مبروك الحمد لله احنا نقدر نطلعه من العنايه كمان 48 ساعه لما نتطمن انا اديته مهدئ علشان اول ما بيطلع من الغيبوبه بيبقى جسمه ضعيف واى انفعال بيضره وحينام ساعتين لكن نوم طبيعى 

همت داليا بالدخول ولكن عمعا استوقفها قائلا 

مهاب : انتى عاوزه تسامحيه ؟ ياريت يا بنتى تسامحيه وتبتدى معاه صفحه جديده 

داليا م : الصفحه دى اتقفلت خالص بالنسبالى ومش حتتفتح تانى 

مهاب : يبقى احنا عملنا الواجب وكفايه لحد كده 

داليا م : طيب نتطمن عليه بس ونمشى يا عمى 

مهاب : الدكتور طمننا وخلاص ياللا يا بنتى الاحسن نستنى محسن بره 

...........................

انطلقت السيارة باتجاه العزبة يقودها محسن وبجواره الحاج مهاب بينما جلست النساء الثلاث فى الخلف وكانت الحاجه عاليه فى المنتصف وفى الطريق اخرجت داليا طلال علبة من القطيفة فتحتها بزهو قائلة 

داليا ط : شوفوا الشبكه اللى محسن جابهالى ؟ 

ناولتها لداليا محسن التى فتحت العلبة لتجد طاقما ذهبيا مكونا من خمس قطع يتوسطها كوليه ثقيل الوزن من موديل حديث ومع سلسلة رقيقة وخاتم وحلق واسورة من نفس الموديل وكان يبدو باهظ الثمن فقالت داليا بانبهار 

داليا م : الله على الجمال صحيح الجمال للجمال بس برضه عروستنا تستاهل واكتر شايف يا عمى ؟

ناولته الى عمها الذى نظر اليه ثم اظهر عدم الرضا قائلا 

مهاب : ايه ده ؟ دى شبكه تشبك بيها بنت مهاب شركس ؟ انت شكلك بخيل واللا تلاقيك شحات ومش لاقى تاكل والله لولا بنتى رايداك كنت ضربتك بالنار علشان شحات زيك يتقدم لبنت الاكابر 

محسن : يا حاج انا صممت اجيب الشبكه بعرقى ورفضت اخلى ابويا يساعدنى فيها ولو كان ساعدنى كنت اشتريت لها محل جواهرجى ومش كتير عليها 

مهاب : ماشى يا ابو لسانين الله يرحم لما كنت خايف تتكلم وقال ايه بتتكسف ابوك حيساعدك فى العفش غصب عن ابوك هاهاها خدى يا موكوسه مش انتى راضيه ؟

اخذت منه العلبو واغلقتها وضمتها الى صدرها وقالت 

داليا ط : اه راضيه ولو اقل من كده برضه راضيه كفايه انها من محسن ولو دبله برضه راضيه 

مهاب : جتك خيبه والله لو خطبك بباكو الشيكولاته اللى بياكل عقلك بيه انا عارف انك حترضى يا هابله 

ضحكوا جميعا ثم التفت مهاب لداليا قائلا 

مهاب : وانتى يا بنتى قوليلى بصراحه ولو عاوزاه باشاره حييجى راكع تحت رجليكى وهو يتمنى بس يشوف اشاره 

محسن : صدقينى يا داليا حاتم مش وحش بالعكس انسان ممتاز وخدوم واخلاقه عاليه وابن ناس وبيحبك . بس هو يعنى لما سمع ... انا اسف يعنى مش قصدى بس يعنى هو اخد يومين مع نفسه يفكر علشان ياخد قرار وفى الاخر لقى انه مستحيل يقدر يكمل حياته من غيرك 

داليا ط : يا حبيبتى انا حكيتلك هو عمل ايه معايا انا وايه لمجرد انه شاف ايه شبهك وانتى صغيره من غير ما يعرف القرابه اللى بيننا ومش كدن وبس ده كفايه اللى عمله مع الزفت اللى اسمه على وكان علشان خاطرك والله كان بيقوللى انه زعلان من نفسه لكن اللى مصبره انى باقول له انك مبسوطه 

مهاب : وكمان كفايه اللى عمله علشان ياخد حقك من حامد الكلب وجوده ولو كان يعرف ان رجاء مش امك ما كانش سابها ده جه البلد ووقف فى وشى انا مهاب شركس علشان خاطرك وكان ممكن يضيع نفسه 

داليا م : كل اللى قلتوه وحتقولوه انا عارفاه لكن انا فى قلبى جراح كتير ومش متحمله اى جرح تانى . انا خلاص قفلت باب قلبى وحاسيبه يرتاح ارجوكم سيبونى على راحتى 

احتضنتها عاليه قائلة 

عاليه : ربنا يريح قلبك يا بنتى ويهدى سرك خلاص يا جماعه سيبوها على راحتها واللى ربنا رايده ليها حيكون


يتبع

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الرابع والثلاثون 34 من هنا

مجمع الرواية من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات