رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم أثر توفيق
هل افاق ام مات ؟ لم يعد يدرى حقا ولكن شريط الذكريات يمر بمخيلته كاملا . كلا ليس كاملا وانما ذكرياته مهعا هى وهى فقط . لقد زاره طيفها فى مرضه وزاره قبلها وقبلها زاره كثيرا جدا حتى لم يعد له مؤنس سواه . هى الدنيا ولا تعنيه له الدنيا شيئا بدونها .
تذكر يوم لقيها اول مرة فى عيد الربيع يوم زفت الورود ونسائم الربيع العطرة البشرى بقدوم الربيع وزفت النبضات البشرى بميلاد قلبه هو الذى لم يكن يملك قلبا قبلها .
فى ذلك اليوم السعيد يوم لمست يداه يداها لتسرى فى جسده رعدة احبها كثيرا . يوم رفع يدها الى شفتيه يقبلها فاحس كأن تيارا كهربيا خفيفا يسرى فى جسده ويبعث فيه شعورا جديدا لم يالفه من قبل . يوم مست شفتاه شفتيها فى اول قبلة ذات معنى هل كانت تلك قبلته الاولى ؟ كلا بل سبقتها مئات القبلات بل الالاف ولكن لم يكن لاى كنها اى معنى فقط تبعث فى جسده نشوة وتوقظ بداخله غريزة حيوانية وتشبع بداخله لذة وقتية تزول سريعا . اما تلك القبلة فقد بعثت فى جسده نبضات صدرت من شيء ما فى صدره ما هو هذا الشيء ؟ هل كان حجرا اصما تحرك فجاة ام انه لم يكن موجودا من قبل ؟ فجاة تحرك هذا الشيء بداخله وصار ينبض وصار له قلب فصار يعرف كيف يحب لم يكن يملك قلبا من قبل لم يعرف قبلا معنى الحب لم يعرف الا ان يكون محبوبا وليس محبا ابدا كان مجرد تمثال اجوف لا روح فيه طاووس مغرور زاهى الالوان ولكن لا يحوى لحما ولا فائدة ترجى منه ويظن نفسه سيد الطيور جميعا بل سيد كل المخلوقات ؟ ماذا تكون انت ايها المغرور التافه ؟ ما انت الا حجرا اجوف قابل للكسر وتظن نفسك قويا ؟ منها تعلمت معنى الحب ومن لمسات اناكلها اصبحت قويا بل ورحيما وعطوفا .
هل كنت تظن بنفسك خيرا من سائر خلق الله ؟ بل انت اشر الخلق جميعا او كنت اشر الخلق جميعا قبل ان تلقاها هى من انبتت بداخلك الخير والعطف والحب هى من احيت قلبك او خلقت فيك قلبا ينبض ويحب هى من علمتك كل ما تعرف حتى ما كنت تظن بانك انت معلمها .
هل علمتها شيئا ؟ كلا بل منها تتعلم اتظن بانك علمتها حقا قيادة السيارات ؟ كنت تقود بلا حكمة برعونة وحماقة وتصيح بان على الباقين ان يحترسوا ويراعوا ان معاليك تمر وحين فكرت ان تعلمها تصبحت تراعى من حولك وتقود بحكمة .
حتى اعمال البورضة وقد كنت تحسب نفسك ناجحا وذكيا وحين اردت ان تعلمها كشفت انك تنجح بالصدفة هى من سالتك عن المعايير وحجم الكبيعات ومؤشرات السوق ومدى اهمية السلعة و و و الف سؤال وسؤال لم تكن تفطن اليه فادركت اهميته واصبحت تتعامل بالعلم وليس بالصدفة . وحتى الاشياء العادية التى كنت تظن بانك تتقنها منها تعلمت كيف تتقنها .
هل يمكن ان تفخر انك ترعى الايتام ؟ هل يمكن ان تزهو باعمال الخير ؟ او تنكر انك تفعلها حبا فيها كى ترضى عنك ؟ هل كنت تفعل ذلك قبل ان تلقاها ؟ كلا بالطبع كلا حين عرقتها ادركت حينها امك انسان او صرت حينها انسانا هى من جعلت منك كذلك انسانا يرعى الفقراء ويرعى الارامل والايتام انسانا يعرف ان عليه حقوق للغير وكنت تظن بان المال مالك وحين عرفتها ادركت بان المال مال الله وانك عليه امين ومحاسب وان الله وصاك لفعل الخير ففعلت واصبحت حينها انسانا .
اما هى مسكينة هى تلقى جرحا تلو الاخر تتحمل وتقاوم تصرخ بجراح نافذة نازفة تحتاج اليك لتشفيها فتشقيها .
مجروحة هى محزونة مصدومة ماذا تفعل ؟ كان عليك ان تكون لها الشفاء والدواء كان عليك ان تمد لها ذراعيك وتفتح لها احضانك لتحتويها ولكنك ؤعديد جبان حين رايت الجرح النازف فررت من الميدان .
ثم تعود ؟ ماذا يجديها ؟ طلبتك دواء يشفيها لتجدك سيفا يدميها يجرحها جرحا ليس كأى جراح فيها جرح منك جرح نافذ طعنة نجلاء اظهرت بانك يا صنعتها لازلت بعيدا كل البعد ان تصبح انسانا .
الان تسالها الصفح ؟ الان تقول دعينى اشفى الجرح ؟ اى جراح تشفيها جراح الناس والزمان وغدر الدنيا ام جرحك انت ؟
تحزن حين تعود ان قالوا لا ودعناك ؟ ابقى عنا غير قريب ارحل ابعد انت الان لست حبيب ماذا كنت تظن ؟ ماذا تبغى ان يقولوا غير على الرحب ضيفا ولكن لست حبيبا او ولدا لست اخا بل انت غريب
اذهب اين ستذهب ؟ ستموت ان لم تصفح عنك تموت هل ادركت الان بضعفك من دون اناملها تشفيك ؟ وتبعث فيك القوة هل ادركت بانك صنعتها ؟
اه يا قلبى اه من جرحك من ادماك ؟ انا
اصبحت كسيرا من كسرك ؟ انا
ومن يشفيك ؟ طيف حبيب ياتيك برغم الجرح النازف فى قلبها منك جاء طيفها اليك ليشفيك هل تنكر يوما انها خيرا منك ؟ كلا لا انكر ابدا الان الامس وغدا لا انكر انها هى من تشفينى وتسقينى اكسير الحياة وترد الى الروح هى من تجعل قلبى ينبض
مولاتى سيدتى لا اجرؤ ان اقول حبيبتى فلست اليق بان اكون حبيبك بل لست اساوى شيئا من دونك كنت اريد الموت بدونك فاتانى طيفك يشفينى اذن تريدين ان احيا سوف احيا وحيدا كسيرا معذبا قتيل هواكى ولكن لاجلك انت سوف احيا .
زارنى طيفك الحبيب مرترا وكل مرة احادثه ويحادثنى فاذا حاولت ام امسه ذاب وراح اختفى كما ظهر ادركت ان الطيف لا يبغى ان امسه كى يبقى اما الان فقد كان رحيما بى وبسقمى خفت ان امسه مخافة ان يذهب ولكنه هو من فعل لقد مسنى بل واحتضن كفى بين كفيك اقصد بين كفيه ليبعث فى الحياة من جديد وقبل جبهتى وداعب شعرى ودعا الله لى ان انهض بل احضر لى اطيافا عدة هذا طيف سعيد يبكى ويدعو الله ان يشفينى هذا طيف نادر محسن وكثير وكثير تلك المراة لا اعرفها بل اعرفها ولكن من هى ؟ روح تتعذب تتلظى قلب مجروح مازال يدمى هل تلك القطرات النازفة دما ام هى عبرات القلب المكسور ؟ تلك المراة تنادينى تناجينى تدعو الله ان يشفينى هل تعرفنى هل اعرفها لا اعرف حقا قولى انت قوليلى لا اعرف الا ما علمتينى . تلك الطفلة ما زالت ترضع من هى ؟ هل اعرفها ؟ تلك الطفلة ولدت بين يداى او كن سمحزا له برؤيتها بعد الابوين بل ان اباها خيرنى ان اسميها وطلبت امها بخجل ان تجعلها مثلك تسميها اسمك كيلا ننساكى ولن ننساكى من فى الدنيا يمكن ان ينساكى ؟ تلك الطفلة لم تتعلم معنى القول او الكلمات لا زالت تحبى تنطق احرف مختلطة لا تدرك منها معنى الا كلمة تخرج منها تقول يارب هل قالت فعلا يارب ؟ الاب سعيد قال يارب والام قالت يارب الكل يناجى ربه ان يشفينى الكل يقول يارب
يدعون اللت بان يشفينى ؟ انتى شفائى ودوائى حتى انت دعوتى الله ان يشفينى حسن سوف اقوم وانهض سوف ادعو واقول يارب ادعو ربى ان يشفينى وان احيا فقط لاجلك انت .
افاق حاتم وفتح عينيه واحس بدوار شديد والم شديد اعلى عينيه وشعر بالعطش واحس ان داليا بجواره بل ايقن ان طيفها بجواره فنادى
حاتم : داليا ...... ميه ..... عطشان
حاول فتح عينيه ثانية فوجد الطيل ينسحب خارجا من الغرفة فتح الباب ومضى فى كل مرة كان يختفى يذوب يتبخر فى الهواء كما يظهر فجاة من العدم يختفى فجاة اما هذه المرة فهى المرة الاولى التى يفتح فيها الطيف بابا ويمضى .
اعاد اغماس عينيه عسى ان يعود الطيف ثانية وفتحهما ليجد كيانا ابيض جعله الدوار غير واضح المعالم هل مات ودخل الجنة ؟ كيف يدخلها بعد كل ما فعل ؟ هل قبل الله توبته ؟ هل تاب فعلا واصلح من امره ؟ مس الكيان الابيض رسغه ثم استدار ليرى شيئا ما خلفه ثم دخل كيان اخر يتشح بالبياض ايضا ربما لم يدخل الجنة بعد ربما ينباحثون فى امره . ثال احدهما شيئا لم يفهمه ولم يسمع سوى طنين فى اذنيه ثم اقترب الثانى وامسك ذراعه بيد باردة قليلا ثم شعر بوخزة واغمض عينيه لينام مجددا وهو لا يفهم شيئا مما يدور .
استيقظ ثانية وشعر بانه افضل حالا فوجد امراة جالسة تلبس ثوب التمريض الابيض هبت واقفة حين افاق وقالت شيئا ثم رفعت جهازا ما موضوعا على شيء يشبه المنضدة ثم وضعت الجهاز ثم دخل ؤجل يرتدى ثياب الاطباء البيضاء ويرتدى نظارة طبية ويعلق سماعة كشف ادرك انه طبيب هو فى مستشفى اذن لم يدخل الجنة كما كان يظن كيف يدخلها بعد كل ما فعل ؟
حاتم : انا فين ؟ ايه اللى حصل ؟
الطبيب : انت بخير بلاش تنكلم كتير انت بقالك اسبوعين فى غيبوبه حد يعمل فى نفسه كده ؟ تقعد اكتر من اسبوع من غير اكل ولا شرب ولا حركه ؟ انت كنت عاوز تنتحر ؟ الحمد لله لحقناك فى الوقت المناسب
حاتم : انا بقالى اسبوعين هنا ؟ فيه حد جه زارنى ؟
ابتسم الطبيب وقال مازحا
الطبيب : بيتهيالى مافيش حد فى مصر لسه ما جاش يزورك
حاتم : اومال مش شايف حد هم راحوا فين ؟
نظر الطبيب الى كل الواقفين بالحارج ثم اخرج كشافا صغيرا وفتح جفنه وسلط الكشاف وساله بحذر
الطبيب : امت مش شايف حد خالص ؟
امعن حاتم النظر وقال بصعوبة
حاتم : اه شايف ما كنتش شايف بس دلوقت شايف وشوش مش قادر اميزها كل دول جايين علشانى ؟
الطبيب : كل دول وغيرهم كتير قوى بس مش عاوز تجهد نفسك بالكلام ارتاح انت اتكتبلك عمر جديد انت جيت هنا فاقد الامل فى الحياه حتى عقلك الباطن كان رافض العلاج لدرجو ما كنناش عارفين نديلك علاج ولا جلوكوز مش لاقيين عروق فى جسمك ولما نلاقى عرق الابره ما تدخلش فيه لحد ما وصلت مدام داليا اللى كنت بتنادى عليها فى الغيبوبه لقينا الابره دخلت بمنتهى السهوله مجرد ما مسكت ايدك
حاتم : داليا ؟ داليا جت هنا علشانى ؟
الطبيب : دى فضلت جنبك حداشر يوم ما بتخرجش من الاوضه طبعا انا سمحت بوجودها لان من غيرها علاجك كان شبه مستحيل دى كانت بتنام على الكرسى جنبك وهى ماسكه ايدك
حاتم : طيب هى فين يا دكتور ؟ هى فين دلوقت ؟ عاوز اشوفها
الطبيب : مشيت اول ما طمنتها انك خلاص خرجت من الغيبوبه وحتتحسن خرجت من الاوضه وبعد شويه بادور عليها لقيتها مشيت
حاول حاتم ان ينهض فاصابه دوار عنيف وهتف بحسرة
حاتم : مشيت راحت فين ؟ انت متاكد ؟
الطبيب : ارجوك ما تتحركش وما تجهدش نفسك انت جسمك ضعيف
حاتم : ارجوك يا دكتور اتاكد ممكن تكون فى الاستراحه
الطبيب : الامن شافها ماشيه مع عمها بعد خروجك من الغيبوبه على طول
حاتم : الحاج مهاب كمان كان هنا ؟
الطبيب : الحاج مهاب وولاده كانوا كل يوم ييجوا يتطمنوا عليك ويروحوا مدام داليا اللى كانت هنا على طول هى ومدام ياسمين
حاتم : يا دكتور انا لازم اخرج من هنا حالا
ابتسم الطبيب فى اشفاق وقال
الطبيب : مستحيل طبعا انت حالتك ما تسمحش وحتى لو انا سمحتلك انت جسمك ضعيف جدا ومستحيل تقدر توصل لحد الباب ده
حاتم : يا دكتور دى مسالة حياه او موت
الطبيب : عاوز تخرج يبقى تتغذى كويس وتاخد العلاج فى مواعيده علشان اقدر اخرجك بعد يومين لو لقيت صحتك اتحسنت
حاتم : يومين ؟ كتير قوى يا دكتور
الطبيب : دى كمان حتبقى مخاطره منى بس انا حاسس ان الموضوع مهم جدا بالنسبالك
.......................
مساء الخير فاضل حلقتين واخلص الرواية وانا باعتذر حاليا عن الرد على تعليقاتكم لان حالة التليفون بتسوء يوم عن يوم وتقريبا مش حاقدر اغيره غير يوم الاثنين علشان كده باحاول انهى الروايه وبكره باذن الله ارد على كل التعليقات
بعد ما اخلص حانشر ملخص من روايه لو عجبتكم حابدا فى نشرها
تحياتى للجميع واتمنى الروايه تكون عجبتكم
يتبع
رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم أثر توفيق من هنا