📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم اثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل الخامس والثلاثون 35بقلم أثر توفيق 


  يومان مرا على خاتم وهو يلتهم الطعام الذى يقدم له التهاما ويطلب المزيد ليس لشهية مفتوحة ولكن املا فى سرعة الشفاء ورغم انه لم يكن يحوز ساعة او هاتفا الا انه كان يحسب الوقت تقريبا ويعد الدقائق على اصابعه ويحسب وقت الدواء ويطالب الممرضات به قبل موعدة بربع الساعة او نصفها  وقد وطد العزم على التماثل للشفاء سريها ومغادرة المستشفى ليذهب فورا اليها الى عزبة الباشا وعائلة شركس وداليا سوف يذهب اليها طالبا الصفح ولن يعود الا بعد ان تصفح عنه .

كان يشعر انها سوف تعفو عنه بعد ان علم انها بقيت بجواره طوال مرضه تحد عشر يوما وهى بجواره وهو اين كان ؟ كان فى غيبوبة من ذا الذى يرضى ان يسقط فى غيبوبة ويترك ملاكا مثلها جالسا بجواره ؟ انه يستحى ان يموت ويتركها لجواره .

سوف يذهب اليها ويركع امامها ويجثو طالبا الصفح والرحمة ويستجديها ان تعفو عن ذلته التى لا تغتفر سوف يعفر وجهه بالتراب بين يديها ولو طلبت منه ان يعفر وجهه بالتراب امام عمها واولاده وكل اهل قريتها لفعل شريطة ان تغفو عنه كلا لن يشترط ابدا بل يستجدى من هو حتى يشترط عليها ؟ انه صنيعتها وهى من تكون ؟ هى حبيبته سيدته امه التى علمته كل شيء وهو لا يعرف الا ما علمته اياه ولن يعرف الا ما ستعلمه اياه سوف ينسى حتى القراءة والكتابة ويطلب منها ان تعلمه من جديد كل شيء حتى اداب الطعام .

سوف يفعل اى شيء تطلبه بل تامر به حتى ترضى عنه حتى ولو طلبت منه ان يبتعد عنها ويموت سوف يبتعد ويموت سعيدا لو انها قرنت ذلك بالعفو عنه .والان كل ما يملكه ان يشفى سريعا ليذهب اليها .

وبالفعل تحسنت حالته كثيرا حتى ان الطبيب سمح له فى مساء اليوم التالى بان ينزل الى حديقة المستشفى على مقعد متحرك بصحبة احدى الممرضات وهناك التقى فاطمه التى شجعها طبيبها النفسى على التحدث اليه ولم يكن حاتم قد قابلها من قبل ولكنه كان قد راها فى غيبوبته تدعو له بل وسمعها تخبره ان اخوتها يدعون له ايضا . كان حاتم يعرف انها تعالج من اثار تعذيب بشع دام طويلا وان عقلها اصابه خلل ما ولكنه حين جلس معها لم يجد فى عقلها عيبا بل وجدها سليمة العقل تماما مدركة لكل ما حولها واخذت فاطمه تقص عليه ما لقيته من عذاب على يد حامد وابنته فاقشعر بدنه من هول ما سمع ومن كل هذه القسوة والجبروت ان ما فعله مصطفى لهو امر هين جزاء ما لقيه اخوته وبالذات فاطمه على ايدى هؤلاء الوحوش القساة كان يجب ان ينسف راسه الف مرة 

فاطمه : انا بعد موت مسعود لما الكلب ده اخدنى من بيتنا غصب شفته زى تعبان كبير وليه جناحات حمره ولتشر دم ولقيته دايس برجله على رقبة محمد وخفت يموته هو كمان انرجيته يسيبه ومشيت معاه وانا خايفه بس انا عارفه انه بنى ادم مش تعبان بس ساعتها كانت اعصابى تعبانه ومخى تايه تخيل الحيوان ده يرمينى فى الدواسه ويدوسنى بالجزمه ويخلى مصطفى اخويا يقف قدامه موطى راسه ويبوس ايده قدام كل الناس شوف الذل اللى شفناه علشان تغذر مصطفى فى اللى عمله اصلى شفت الفيديو وبصراحه انا عمرى ما كنت شرانيه ولا باحب العنف انما فرحت باللى عمله مصطفى 

حاتم : الحيوان ده اذى ناس كتير قوى بس اللى عمله معاكم زاد وغطى على الكل 

فاطمه : اللى عمله واللى عملته بنته النجسه كمان دى العن من ابوها تخيل بنت الكلب كانت بتطفى السجاير فى جسمى وتعذبنى بالكهرباء وتجبرنى انى .... مش عارفه اقولها ازاى .. كانت تدخل الاوضه تلاقينى صاحيه تضربنى بالرجل فى بطنى وتقول اتخمدى يا بنت الكلب ما كانتش بتقول غير بنت الكلب وكانت تستنى لما انام واللا اعمل نفسى نايمه اقول يمكن تعتقنى انما ابدا لما تلاقينى نايمه تضربنى بالرجل فى بطنى اقوم مفزوعه اجى ارفع راسى عن الارض تدوس على وشى برجلها وتقول سيدك طه عاوز يتبسط يا بنت الكلب ولو ما اتبسطش حاخلى الحراس يعذبوكى بطريقتهم وتدخله الاوضه يعمل فيا ....

حاتم : كفايه انا عارف انك ....

فاطمه : لالا ما تخافش ما تخافش انا كل ما اطلع اللى حوايا ارتاح سيبنى اتكلم علشان ده كلام الدكتور كان بيبقى كل اللى عاوز يعمله بيعمله وكل اللى يقول عليه باعمله وبعد كده ادخل الحمام احميه واخدمه وبعد كل ده يخرج من الحمام جاررنى من شعرى يرمينى تحت رجليها ويقول ما اتبسطتش تقوللى سيدك ما اتبسطش علشان كده حاخلى الحراس يادبوكى وتخلى العبيد يعملوا فيا اللى هم عاوزينه كانوا يضربونى ويشتمونى ويطفوا السجاير فيا ويتسلوا عليا طول الليل والنجسه الواطيه بنت ستين كلب كانت مرافقه واحد اسمه شاهين بيجيلها لما جوزها يسافر وتعمل معايا نفس الحكايه ولازم تستنى لما انام علشان تقومنى مفزوعه زلازم تدوس برجلها على وشى اصل انت مش فاهم السبب احنا فى البلد كان ابوها مشغلنا كلنا خدامين عندهم وكان مسعود خيال مافيش منه وكان بيشغله عنده فى الاسطبل وكانت الواطيه دى شايفه مسعود شاب حليوه طول بعرض وكانت بتعاكسه انما مسعود كان بيصلى ومالوش فى الحرام ورفض يجاريها لدرجة نره ركعت قدامه زباست رجله وقالتله حتتجوزه وتخلى ابوها يعمله عمده ويبقى سيد البلد وبرضه مسعود ما رضيش وسابها واتجوزنى علشان كده شايله منى وكانت عاوزه تقهرنى وتذلنى وقدرت تعملها .

مسحت دمعة من عينها واكملت 

فاطمه : تعرف ساعات كانت تربطنى بحبل وتخلينى امشى وراها فى الحنينه على ايديا ورجليا زى الكلبه والله ساعات كانت بتخلينى اهوهو لدرجة انى بعد كام شهر مخى راح وما بقيتش حاسسه باللى بيعملوه فيا كل اللى كنت حاسسه بيه ان نجاة دى بقيت باشوفها زى الحربايه وبقيت باشوف جلدها كله صدف وشعرها عامل زى التعابين الصغيره وكنت باشوفها ضخمه وقويه وقاسيه وباخاف منها اول ما تبصلى كنت اترمى تحت رجليها ابوسها واترجاها ترحمنى تقوللى ارحمك ؟ انا ما اغرفش يعنى ايه رحمه انا مش حاخلى حتى النوت يرحمك منى انا حافعصك برجلى زى اوسخ حشره 

حاتم : انتى اتعذبتى قوى يا ست فاطمه 

فاطمه : ست فاطمه ؟ الله يكرم اصلك حقيقى الناس ولاد الاصول بتبان شوف واحد كان بيقول عليا بهيمه وواحده كانت بتقول بنت الكلب الحشره وحضرتك من اصلك بتقول ست فاطمه 

حاتم : طبعا ست وست الستات وضفرك برقبة الحقيره دى 

فاطمه : كتر خيرك كتر خيركم كلكم حقيقى انتوا ناص اصيله ومحترمه تعرف الحاج كهاب لما بييجى يزورنى ما بيقولش غير عامله ايه يا فاطمه يا بنتى ويطبطب عليا ويبوس راسى علشان راجل ابن اصول وحنين واللا بناته شفت النجسه دى كانت بتعمل فيا ايه ؟ بناته كانوا جنبى ليل نهار نايمه فل اوضتهم ما سابونيش وكانوا بياكلونى فى بقى ويدونى الدوا والحاجه كانت تقعد جنبى تطبطب عليا وعاملانى زى واحده من بناتها وداليا دى ايه ملاك تقولى اوعى تقولى ستى مافيش واحده هنا ستك انا وانتى اخوات وكنت ابقى نايمه وهى جنبى بتمسح عرقى وتطبطب عليا لحد ما انام 

حاتم : داليا مين فيهم ؟

فاطمه : الاتنين احلى من بعض واحن من بعض الاتنين ملايكه والملايكه كمان مش بالحنيه دى 

حاتم : قوليلى يا ست فاطمه هو الحاج مهاب اخر مره زارك كان امتى ؟

فاطمه : النهارده الصبح بس ما قعدش كتير مشى على طول علشان مستعجل بس قاللى تصدقى يا فاطمه يا بنتى احمد اخوكى كان عنده حق لما قال عليكى انك ورده بتعطر البيت احنا مستنيينك بقى يا ورده تيجى تعطرى بيتك فى البلد وتفرحى اخواتك بيكى انتى رينا عوضك باخوات كتير محسن ونادر وداليا وداليا ومحمد اخوكى وفوق كل دول امك الحاجه عاليه كلهم نفسهم يفرحوا بيكى فى وسطهم 

حضر الطبيب من خلفها واستمع الى عبارتها الاخيرة ففاجئها قائلا 

الطبيب : خلاص يا ست فاطمه علشان ما نزعلهمش ايه رايك تروحى بكره ؟

فاطمه : بتتكلم بجد.يا دكتور ؟ 

الطبيب : اكيد طبعا انتى خلاص بقيتى تمام وانا متطمن عليكى وممكن اكتبلك على خروج من بكره 

حاتم : الف مبروك يا ست فاطمه وانا يا دكتور انا خلاص بقيت كويس 

الطبيب : خليك يومين كمان يا استاذ حاتم لحد ما تشد حيلك 

ياسمين : مش حيشد حيبه يا دكتور غير لما يخرج من هنا وانا اتعهد برعايته 

التفت حاتم بدهشة الى ياسمين التى فاجئتهم 

حاتم : ياسمين انتى هنا ؟

ياسمين : انا هنا من اول يوم ما سبتش المستشفى ومش حامشى غير ورجلى على رجلك يا حتومه 

ثم التفتت للطبيب قائلة 

ياسمين : صدقنى يا دكتور علاجه الحقيقى هناك مش هنا 

الطبيب : هناك فين يا مدام ياسمين ؟ 

ياسمين : فى عزبة الباشا وانا حاوصله هناك بنفسى 

......................

اتصلت بالحاج مهاب وحين اجاب الاتصال بادرته قائلة 

ياسمين : الحاج مهاب ؟ انا ياسمين اللى جيت بلغتكم ان حاتم فى المستشفى 

مهاب : اهلا وسهلا يا مدام ياسمين ازيك يا بنتى ؟

ياسمين : الحمد لله يا حاج انا بعد اذنك جايه ازوركم بكره فى العزبه عندى موضوع مهم 

مهاب : تآنسى وتشرفى على راسنا من فوق البيت مفتوح فى اى وقت 

ياسمين : دايما مفتوح بحسك يا حاج بس بصراحه انا عاوزه كل اللى فى البيت يكونوا موجودين علشان الموضوع مهم جدا وخطير ولازم الكل يكون موجود حتى ضيوفك اللى من الصعيد 

مهاب : انا ما عنديش ضيوف يا بنتى دول كلهم ولادى حتى اللى من الصعيد بس الحقيقه احنا لينا بنت فى مستشفى وبنروح نزورها بس مش كلنا 

ياسمين : ارجوك يا حاج ماحدش يمشى واللى حيزورها انا حاوصله المستشفى بعربيتى 

مهاب : انتى قلقتينى يا بنتى خير كفى الله الشر ؟

ياسمين : لا يا حاج خير ان شاء الله مافيش شر بس الموضوع مهم وما ينفعش فى التليفون وانا حاجى بدرى علشان ما اعطلش حد

انهت المكالمة ونظرت الى حاتم والطبيب قائلة 

ياسمين : كده بقى ماحدش حيمشى من البيت ولا حد حييجى لفاطمه ولا يعرف انها حتخرج يبقى نعمل لهم مفاجاه بسلامة فاطمه يقوموا يسامحوا حاتم 

الطبيب : طيب انا ممكن اخرج حاتم الساعه سبعه الصبح بس الحرص والهدوء وعدم الانفعال ولو لقيتى اى مؤشرات انفعال يا مدام ارجوكى ...

ياسمين : ما تقلقش يا دكتور اى قلق حارجعه المستشفى على طول 

حاتم : انا متشكر يا دكتور وتاكد انى حاكون بخير حتى لو رفضوا يسامحونى مجرد ما حاروح هناك حاتحسن وارح


يتبع

مجمع الرواية من هنا 

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل السادس والثلاثون 36 والأخير من هنا 

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات