رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الثاني 2 الفصل السادس 6 بقلم اثر توفيق
حاولت معها كثيرا ولكن داليا محسن كانت ترفض مطلقا الحديث عن عمها وكانت تثور وتتهيج ثم تفقد وعيها فى النهاية وقررت داليا طلال انها لن تستطيع ان تتركها ابدا وكان حاتم يتصل بها يوميا اكثر من مرة ليطمئن
داليا ط : انا مش عارفه اعمل ايه يا حاتم داليا اعصابها تعبانه ونفسيتها متحطمه انا حكيتلها موضوع الارض لكن برضه مش قادره تسامح بابا وشايفه ان هو السبب فى كل اللى حصل لها لانه كان المفروض يكون جنبها وهو حيتجنن وخايفه يجراله حاجه
حاتم : يعنى هى اقتنعت ان الارض لسه بتاعتها واللا لا ؟
داليا ط : ولا فارق معاها الارض خالص الحكايه بالنسبالها مش حكاية ارض وميراث دى حكاية سند وضهر راح زسابها وحيده فى وسط غيلان واللى زعلها اكتر انه كان عارف انهم مش اهلها وبتقول ده المفروض يخليه يتمسك اكتر يكون جنبها وباحلف لها انه حاول كتير لكن مافيش فايده
حاتم : حاولى تكلميها تانى خديها بالراحه
داليا ط : لا راحه ولا اى اسلوب نافع وكل ما اكلمها تهيج وتتعصب وتقعد تشد فى شعرها وفى الاخر تقع من طولها واضطر اشيلها انيمها على الكنبه انا شايفه ان عندها بوادر العصب السابع ولازم تروح لدكتور لكن حتى ده لما اكلمها فيه ما تردش
زفر حاتم بحرارة حتى شعرت بحرارة انفاسه فى هاتفها وصمت لثوانى قبل ان يسالها على استحياء
حاتم : انتوا اتكلمتوا عنى ؟
داليا ط : معلش يا حاتم خلى الموضوع ده شويه انا خايفه من ردة فعلها
حاتم : طيب وجوزها ده ايه ظروفه ؟
داليا ط : بنى ادم حقير جه مرتين وطردته زى الكلب مش طايقه تشوفه وحالفه توريه ايام سوده ساعة ما بتشوفه بتبقى واحده تانيه خالص غير داليا بنت الناس المؤدبه الهاديه بتبقى واحده الشر بينط من عينيها والفاظها حاجه صعبه جدا
حاتم : للدرجادى ؟ طيب ليه ما طلبتش الطلاق ؟
داليا ط : طلبت الطلاق وبتشتمه وتهدده لكنه بارد وجبله يقول لها بعدين وتشتمه يسكت ما عندوش دم وهى بتقول انها مش مستعجله على الطلاق بس لازم توريه الويل والذل وتدفعه تمن الايام السوده اللى شافتها فى الغربه بصراحه يا حاتم هى شافت مرار ماحدش يتحمله
حاتم : وحياتها وغلاوتها عندى انا اللى حادفعه تمن كل دمعه نزلت من عينيها انا حاخليه عبره واعمله مرمطون الشارع كله وبكره تشوفى بس خليها ترجعه هنا وياريت تقوليلها انى نفسى اشوفها واتطمن عليها وقوليلها انى باحبها ونفسى اقول لها انى باحبها حتى لو نسيتنى مش مهم انا حاعيش علشان خاطرها وبس
......................
عاد على ليلا الى لوران فوجد رجلين يستوقفانه وكان الشارع كالعادة هادئا تماما
سعد : انت رايح فين يا استاذ ؟ انت ساكن هنا ؟
فوجئ على بهم وقال بخوف
على : انا ؟ اه والله انا ساكن فى العماره دى رقم سبعه شقة مدام داليا محسن
سعد : اه انت جوز مدام داليا ؟ مدام داليا على راسنا من فوق لكن انت بالنسبالنا جديد
على : يعنى ايه ؟
محمود : يعنى لازم تدفع اصلنا هنا المسئولين عن الامن
على : ادفع ايه ؟ مش فاهم
محمود : تدفع فلوس علشان الحمايه عاوزين خمسميت جنيه
على : ما معاييش خمسميت حنيه
سعد : طيب ولو طلع معاك اعمل فيك ايه ؟ ما تطلع بالذوق احسنلك
تردد على ونظر يمينا ويسارا ولكن الشارع كان خاليا تماما وقال احدهما بنفاذ صبر
محمود : يظهر مافيش فايده مش حتيجى بالذوق
جذبه من ثيابه والصقه بالحائط وقال بحدة
محمود : ارفع ايدك فوق
على : حتعمل ايه
رد الاول ساخرا
سعد : ما تخافش احنا حنقلبك بس طالما قلت مافيش يبقى اللى نلاقيه حناخده
على : لالا بلاش استنى انا حاكلعلك خمسميت جنيه
محمود : كان من الاول يا ..... امك حتتفتش يعنى حتتفتش علشان تانى مره لما نقول طلع تطلع من غير ما تفتح بقك
قام بتفتيش جيوبه فوجد مبلغا يتعدى الخمسة الاف جنيه فامسك بالنقود ولوح بها امام عينيه قائلا بسخرية
محمود : ايه ده كله ؟ وتقول مافيش خمسميت جنيه ؟
ضربه الثانى على مؤخرة عنقه قائلا
سعد : مش قلنالك ادفع بالذوق يا ابن ال.... ورينى التليفون ده
حاول على التشبث بالهاتف ولكن سعد صفعه بقوة جعلته يتخلى عن هاتفه واخذ سعد يتامل فيه قائلا
سعد : حلو التليفون ده اصلى حلال عليا
ثم مد يده يخنق عنقه باذدراء وينظر الى عينيه مباشرة قائلا علشان تتعلم الادب وتانى مره لما نقول طلع وادفع تدفع وانت زى الجزمه فاهم ؟
فحأة ظهر حاتم قادما من بعيد بهدوء وحين راهم اسرع الخطى حتى وصل اليهم وقال بحدة
حاتم : ايه اللى بيحصل ده ؟ انتوا بتعملوا ايه ؟
سعد : خليك فى حالك يا جدع انت
محمود : لا مؤاخذه يا حاتم بيه اسكت يا سعد مافيش حاجه يا باشا
حاتم : انطق باقول فيه ايه اتكلم
محمود : ده ساكن جديد يا باشا
صاح على مستنجدا بحاتم
على : انا مش جديد انا جوز مدام داليا محسن اللى فى عماره 7
حاتم : طيب اهدى عملوا معاك حاجه ؟
محمود : ولا حاجه يا باشا احنا ....
حاتم : اخرس انت ما اسمعش صوتك
على : اخدوا منى فلوسى وتليفونى
نظر لهم حاتم بحدة ومد يديه نحوهم فى صمت فمد محمود يده بالنقود بينما مد سعد يده بالهاتف وهو يقول بخوف
سعد : انا اسف يا حاتم باشا انا ما اعرفش حضرتك احنا كنا فاكرينه جديد والله
على : انا قلتلهم انى جوز
قاطعه حاتم صائحا
حاتم : خلااااص خد امسك حاجتك وانتوا مش عاوزها تتكرر تانى
محمود : تحت امرك يا باشا اخر مره
حاتم : لا قدين ولا جديد كالما ساكن هنا يبقى تحت حمايتى مفهوم ؟
ولم ينتظر منهم ردا وامسك ذراع على قائلا
حاتم : تعالى نشرب قهوه فى الكافيه
على : معلش خليها وقت تانى علشان ...
حاتم : انت ما تعرفنيش انا لما اقول تعالى تقول حاضر لو عاوز تبقى تحت حمايتى
.....................
وفى الكافيه جلس حاتم واضعا ساقا فوق الاخرى واشار لعلى على كرسى مجاور له فجلس واضعا يديه بين فخذيه كعادته
حاتم : هو انت اسمك ايه ؟
على : على عبد الرحيم سلامه انا متشكر على وقفتك جنبى
نظر له حاتم بكبرياء وقال
حاتم : وطول ما انت بتسمع الكلام حافضل احميك لكن لو لقيتك حتتنمرد عليا حارفع حمايتى عنك وساعتها ....
على : لا ... لا انا تحت امرك انا من ايدك دى لايدك دى
نظر اليه حاتم يتفحصه وشعر بالغثيان فاشاح بوجهه ومد يده ياخذ كوب القهوة من فوق المائدة ورشف رشفة قبل ان يدخل جابر
جابر : مساء الفل والياسمين يا حاتم باشا حضرتك سهران النهارده
حاتم : ازيك يا جابر اصلى ماليش مزاج اروح ولا عاوز اخرج ما تيجى نلعب عشرة طاوله اقعد
ثم اشار لعلى وقال آمرا
حاتم : روح هات طاوله يا على
ذهب على لاحضار الطاولة فقال جابر هامسا
جابر : الناس تمام ؟
حاتم : ما تتصورش انا متطمن قد ايه لما الاقى رحاله زيكم فى ضهرى خلاص علشان الزفت ده جاى
اقبل على وهو يحمل الطاولة فصاح حاتم بحدة
حاتم : ما جبتش طقطوقه صغيره ليه يا حمار
ارتبك على ووقف ساكنا فهتف حاتم
حاتم : انت حتفضل واقف متنح كده ؟ اجرى هات طقطوقه اتحرك يا حمار
على : يعنى ايه طقطوقه ؟
حاتم : يووووه انت غبى قوى ترابيزه صغيره تتحط عليها الطاوله اتلحلح
اسرع على باحضار منضدة صغيرة ووضعها بين حاتم وجابرووضعوا عليها الطاولة وبدا اللعب وكان حاتم متفوقا وفى كل لعبة كان يمزح ويسخر ويستهوئ بعلى
حاتم : شوف العبه دى ؟ اتعلم يا بهيم
وكان على يتحمل اهاناته بخوف ويبتلعها دون اعتراض حتى القى حاتم الزهر وضحك بقوة قائلا
حاتم : شفت اللعبه دى يا حمار ؟ بص كده
نظر له على بنظرة خاوية ولم يرد فصاح حاتم
حاتم : انت بتبصلى انا ؟ بص هنا فى الطاوله
مط على عنقه لينظر فى الطاوله فهوى حاتم بكفه على قفاه ضاحكا
حاتم : بس كويس يا حمار وقوللى ايه رايك حلوه ؟
وقف على وقد بدا عليه الضيق وقال
على : انا حامشى اصلى اتاخرت
فنظر حاتم بحزم قائلا
حاتم : اترزع اقعد مكانك انا ما سمحتلكش تقوم
جلس على بخوف ونظر حاتم نحو جابر قائلا
حاتم : راحت يا جبوره برضه غلبتك مافبش فايده عمرك ما حتعرف تغلبنى
جابر : ده شرف ليا انى اتعلم من معاليك واتغلب منك يا باشا كفايه عليا ان سعادتك بتسمحلى باللعب معاك
فاعاد حاتم ظهره للخلف ووضع ساقا فوق الاخرى واشار لجابر بيده بكبرياء قائلا
حاتم : تقدر تمشى تشوف اللى وراك
انصرف جابر وهو ينحنى امام حاتم باجلال وبعدها نظر لعلى قائلا
حاتم : مالك قابل وشك ليه ؟
على : ولا حاجه
حاتم : لما اسالك ترد فيه ايه ؟
على : اصلك عمال تشتمنى وضربتنى على قفايا قدام الناس
ضحك حاتم قائلا
حاتم : طيب قوم رجع الطاوله مكانها
قام على فى صمت وحمل الطاولة والمنضدة الصغيرة وعاد بعد قليل فاشار حاتم الى المقعد المجاور له ليجلس عليه
حاتم : انت بقى زعلان ليه ؟ فيها ايه يعنى وانا بالعب ومبسوط لما اشتمك واللا اديك على قفاك ؟ دى ما تزعلش انا هزارى كده عاجبك واللا مش عاجبك ؟
لم ينتظر ردا من على وانما مد يده يمسكه من ياقته ويقربه منه قائلا
حاتم : الايد دى لما تضربك ما تزعلش المفروض تفرح لانها بتحميك ولو الايد دى مش حتحميك حتلاقى الف جزمه تنزل على وشك مفهوم ؟
رد على بخوف
على : مفهوم
حاتم : ما تزعلنيش منك علشان انا زعلى وحش ياللا قوم روح وبكره الساعه اتناشر تكون هنا
يتبع
رواية دماء علي اوراق الورد الجز الثاني 2 الفصل السابع 7 من هنا