📁

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الاول1 الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم رشا منصور

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الاول1 الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم اثر توفيق

 

حينما وصل محسن الى السنة الثانية فى كلية الهندسة وخلال نصف العام مرضت احاجة سميحة مرضا شديدا وطاف بها الاخوان على العديد من الاطباء ولكنه كان مرضها الاخير وبعد بقائها فترة فى احدى المستشفيات اصرت على الخروج والعودة الى بيتها واخرجوها واحضروا لها ممرضة مقيمة تلازمها ولا تغادر العزبة الا فى وجود بديل 

وبعد انتهاء الامتحانات وحلول الصيف كان محسن معتادا على مساعدة اخيه فى العمل لذلك سافر الى القاهرة صباح احد الايام لتحصيل بعض المستحقات من تجار الفاكهة بينما خرج مهاب للمرور على العمال فى الاراضى والعودة سريعا للاطمئنان على امه وحين دخل غرفتها طلبت من الممرضة المغادرة واشارا اليه قائلة 

سميحه : تعالى هنا جنبى يا سيد الرجاله 

جلس بجوارها وقبل يدها قائلا

مهاب : شدى حيلك بقى يا ست الناس وقومى لينا بالسلامه 

سميحه : انا خلاص محطتى حت ونازله انت شد حيلك وخليك راجل زى ما كنت طول عمرك راجل 

مهاب : بعد الشر عنك يا امى احنا ما نعرفش نعيش من غيرك 

سميحه : لا انتوا رجاله وحتعيشوا وتكملوا واللى مطمننى انى سبتكم وانتوا بتحبوا بعض وكتفكم فى كتف بعض وقلبكم على بعض خلى بالك من اخوك ده دلوقت سندك الوحيد وانت كمان 

مهاب : يا امى انا لو اخويا جعان اقطع من لحمى واديله ده اخويا وماليش غيره لا ده ابنى مش اخويا 

سميحه : طبعا ابنك انت اللى ربيته بعد ابوك ربنا يخليكم لبعض انما انا عاوزه اطلب منك طلب بسيط علشان لما اقابل شاهى اقول لها انى راعيت امانتها وما فرقتش بينكم ابدا مهاب : اوامرك مطاعه يا امى ولو على رقبتى 

سميحه : تسلم يا غالى يا ابن بطنى هى حاجه غى نظرى مش كبيره انت عارف طبعا ان شاهيناز لما ماتت وسايتلى اخوك كان لحمه حمره وانا اللى ربيته وهو بالنسبالى ابن قلبى وزيه زيك وعارف انها ما سابتش ليه اى حاجه صحيح انت واخوك وارثين من ابوك الشيء الكتير انما برضه انا عندى طين فايتاهولك قصدى يعنى عندى ارض 

مهاب : مالك يا امى ما تقولى اللى نفسك فيه انتى فكرك انى ممكن اقول لا ؟ انا اقطع لسانى قبلها انتى عاوزانى اقسم ارضك بينى وبين محسن ؟

سميحه : لا مش النص يعنى اللى نفسك تبقى سامحه بيه حاجه منى يفتكرنى ويترحم عليا انا عارفه ان مش من حقى اطلب منك كده 

مهاب : مش من حقك ازاى ده حقك ونص ولو امرتى اديله الارض كلها اديهاله علشان تبقى راضيه عنى هو ايه الاهم يا امى اخويا واللا الارض ؟ 

مدت يدها تجذبه من ذراعه اليها تحتضنه قائلة 

سميحه : تعالى فى حضنى يا غالى يا سيد الرجاله 

مهاب : خلاص يا امى شدى حيلك واجيبلك المحامى لحد هنا واللى عاوزاه اعمليه 

سميحه : خلاص بقى انا دورى خلص على كده البركه فيك اقله لما تيجى منك حيعرف ان نفسك سامحه ريحنى على المخده 

مدد جسدها المنهك واراح راسها على الوسادة فقالت 

سميحه : دايما مريح قلبى الله يريح قلبك ويراضيك ويرضى عنك شوف اخوك محسن اتاخر ليه عاوزه اشوفه قبل ما اودع خلاص اللى فاضل يادوب ثوانى 

اغمضت عينيها فنظر اليها بهلع حين راى شحوب الموت يعلو وجهها وهتف بها مذعورا 

مهاب : امى ارجوكى 

فتحت عيناها بضعف واستجمعت قواها فى كلمة واحدة 

سميحه : شوفه 

خرج الى الباب مناديا السائق 

مهاب : يا فرج خد العربيه واطلع شوف الباش مهندس محسن على اول البلد 

بعد دقائق دخل مخسن مندفعا الى غرفتها وشعر بالفزع حين راها تعانى سكرات الموت وتتشبث بالحياة لتراه للمرة الاخيرة فارتمى فى حضنها باكيا وهو يغرق يديها بالقبلات 

محسن : خلاص يا امى حتسيبينى ؟ اعيش ازاى من بعدك ؟

سميحه : امسك نفسك انت راجل وولاد شركس عيب يعيطوا 

محسن : لا مش عيب مش حاكتم دموعى ماعنديش فى الدنيا اغلى منك ابكى عليه انا لما امى ماتت كنت بارضع ما عرفتش يعنى ايه يتم ولقيتنى كبرت فى حضنك وما عرقتش غيرك امى ولما ابويا مات كنت فى حضنك بتقوينى دلوقت فاضل مين بعدك يا امى 

رفعت يدها بضعف وضربته بخفة على وجهه وقالت بصوت متقطع 

سميحه : فاضل اخوك ... يا قليل الادب 

ثم جذبته فى حضنها وقالت 

سميحه : مش عيب تنسى اخوك اللى بيحبك اكتر من روحه 

محسن : انا عمرى ما انسى اخويا مهاب اللى ربانى وكبرنى وعلمنى كل حاجه انا قصدى ...

رفع يدها الى شفتيه يقبلها واضاف 

محسن : خلاص ما تزعليش انا اسف لكن غصب عنى عمرى ما اقدر احوش دموعى عنك انتى بالذات  

ابتسمت بضعف واتمى الاخوان فى احضانها فشهقت ولفظت انفاسها الاخيرة وهما بجوارها 

.....................

مرا عدة اشهر خفت مظاهر الحزن فى القرية على وفاة الحاجة سميحه ولكن الاخوان بقيا داخل احزانهما 

كان محسن يعود يوميا من الخارج يقبل وسادتها ونعلها ويفتح دولابها ليلثم اطراف اثوابها ويقف امام فراشها يرجوها ان تنهض ليحكى لها احداث يومه .

اما مهاب فكان كل يوم يضلى بعد الفجر صلاة يسال الله ان يهبها اجرها وكان كل ليلة بعد العشاء يختلى بنفسه فى غرفتها ليجلس على الارض اسفل مقعدها ويسند راسه على حافة المقعد ويحدثها وفى النهاية يقول 

مهاب : انا عارف يا امى انك فى دار الحق لكن انا مش محنون ولا باكلم نفسى انا باجى افضفض معاكى واصبر نفسى وعارف ان روحك حواليا وحاسسه بيا 

وكان مهاب قد انتهى من اعلام الوراثة وبعدها حرر عقدا بنصف ما ورثه من امه باسم اخيه ووقع كبائع ووقع عن المشترى بصفته وصيا على اخيه القاصر وبعد انتهاء الاجراءات اهدى اخاه العقد 

محسن : طيب ليه ده حقك انت ؟

مهاب : ده ورثك من امك الحاجه سميحه هى امك اللى مربياك وهى اللى عاوزه كده 

محسن : بس انا عندى كتير وانت كمان مش مخلينى محتاج حاجه 

مهاب : جرى ايه يا محسن دى وصية المرحومه انت عاوز تزعلها ؟ وبعدين كل اللى بتصرفه ده من فلوسك وحقك ده ايراد ارضنا اللى سابها ابونا وكل اللى بيتصرف فى العزايم والاعياد ومجاملات اهل العزبه من جيبى وجيبك والكل عارف ان ده كله من مهاب ومحسن 

محسن : كل ده عرقك وتعبك وانا عمرى ما سالتك ولا حاسالك انت ادرى منى بالصالح وبعدين انا مش اخوك انا ابنك اللى انت ربيته 

مهاب : الله يرضى عنك يا حبيبى طبعا ابنى واغلى من روحى بس ما يمنعش ان الارض ارضك وارض ابوك وامك ودى رغبة امك 

محسن : خلاص يا مهاب اللى انت شايفه صح 

اخذ العقد من اخيه وقبله ووضعه فى جيبه قائلا 

محسن : الارض دى اغلى حاجه عندى لانها من اغلى انسانه فى الدنيا امى اللى ما شفتش ام غيرها 

end flash back

يتبع

مجمع الرواية من هنا

رواية دماء علي اوراق الورد الجزء الاول 1 الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم اثر توفيق من هنا 

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات