📁

رواية انتقام عبر الزمن الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم إلهام عبد الرحمن

رواية انتقام عبر الزمن الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم إلهام عبد الرحمن 



🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


ذهبت القوات بعدما تم القبض على مصطفى ورجاله وقاموا بنقل جثمان محسن وعاد سليم مع بعض القوات إلى يونس فوجده بجوار جسد كرم الملقى أرضاً سابحاً في دمائه.


يونس بصراخ:«بسرعة يا سليم استعجل الإسعاف كرم هيروح مننا.» 


سليم:« اهدى يا يونس إحنا هناخده فى العربية معانا مينفعش نستنى الإسعاف هيكون دمه اتصفى  يلا بسرعة تعالى ساعدنى فى نقله.


التفت سليم إلى رجاله الذين أتوا على الفور وساعدوه في نقل كرم إلى السيارة بعناية، ثم ذهبوا سريعاً إلى المشفى. 


في ذلك الوقت كانت جنة بعدت بمسافة كبيرة عن تلك المقبرة وظل تسير على الطريق مسافة بمفردها كانت تشعر بالخوف الشديد فهي بمفردها في منطقة صحراوية كما أن الظلام حالك فشعرت أنها هالكة لا محالة، فجلست أرضاً على ركبتيها وأخذت تصرخ بشدة وتبكي بهستيريا...


جنة بصراخ:«يا رب نجيني يا رب من اللي أنا فيه، نجيني يا رب أنا ما لحقتش اتمتع وأعيش والنبي يا رب ة حبيبك النبي رجعني لماما علا تاني مش عاوزة أتحرم منها وكمان بابا قاسم مش بعد ما عوضتني بيهم وعوضتهم بيا تحرمنا من بعض أنا عارفة إنك كريم وحنين مش هتسيبني كدا وهتقف جنبي، طول عمري على يقين بإنك جنبي وبتاخد بالك مني وبتساعدني يا رب أنا طول عمري عايشة برحمتك وكرمك عليا أحلفك بكل اسم سميته لنفسك إنك تنجيني من المحنة دي. سارت جنة لنصف ساعة أخرى وهي تبكي وتدعو الله بكل يقين وبالفعل استجاب لها رب العباد فأرسل غوثه في صورة سيارة يقودها رجل وتجلس بجواره زوجته ومعهما طفلتهما البالغة من العمر سبع سنوات ووقفت جنة تشاور لتلك السيارة والتي توقفت سريعاً لها. 


الزوجة بخوف:« انت وقفت ليه ليكون كمين وحد يعمل فينا حاجة في الحتة المقطوعة دي امشي بالله عليك من هنا.»


الزوج:«استني بس يا حبيبتي دي شكلها فعلاً محتاجة لمساعدة. وخرج من السيارة واقترب منها: انتى مين وبتعملي إيه هنا في الوقت دا؟!»


جنة ببكاء وخوف:«أنا كان في ناس خطفاني وعاوزين يموتوني بالله عليك رجعني عند أهلي أنا مش عارفة حتى أنا فين.»


الزوج:«طيب قوليلي على العنوان وأنا هوصلك بس معلش من غير زعل مراتي هتفتشك عشان لو معاكي حاجة ممكن تإذينا بيها أنا آسف بس انتى ممكن تكوني بتكدبي علينا.» 


جنة ببكاء:«ماشي اعمل اللي انت عاوزه بس مشيني من هنا بسرعة الله يخليك واطمن والله أنا مش بكذب.»


خرجت الزوجة وقامت بتفتيش جنة والتي تأكدت أنه لا يوجد معها شيء فركبت جنة معهم وقاد الزوج السيارة.


الزوج:«أنا آسف والله يا آنسة بس انتى شايفه أنا معايا طفلة ولازم أخاف عليها دي بنتي الوحيدة وكمان مراتي ملهاش حد غيري والدنيا دلوقتي معدش فيها أمان.»


جنة:« ربنا يباركلك فيهم أنا مش زعلانة كفاية انكم رضيتم تاخدوني معاكم وتوصلوني لبيتي.»


الزوجة:« هو انتى اسمك إيه يا حبيبتي ومين دول اللي كانوا عاوزين يقتلوكي؟!»


قصت جنة كل ما حدث معها لهم وهي تبكي بشدة.


الزوجة:« يا لهوي هو في ناس بالشكل دا يعني لولا محسن دا كان زمانك مقتولة دلوقتي وياعالم الراجل زمانه اتقتل هو كمان عشان ينقذك ولا يا ترى حصله إيه؟!» 


جنة ببكاء:«ربنا يستر أنا مرعوبه أوي وخايفة على كرم يجراله حاجة هو كمان.»


الزوج:« ما تقلقيش إحنا هنعدي على أول قسم يقابلنا ونبلغ يمكن يلحقوهم.» 


الزوجة بخوف:«لا بالله عليك ما تدخلناش في المصيبة دي إحنا كدا ممكن حد من الناس دي يترصد لنا بعد كدا لو عرفوا إن إحنا اللي بلغنا.»


الزوج:«يعني عاوزاني أسيب الناس تموت عشان خايفين إحنا هنتوكل على الله ويمكن نكون سبب في إننا ننقذهم.»


ذهبوا جميعاً إلى أقرب قسم شرطة وقاموا بتقديم بلاغ بما حدث ثم ذهبوا وأوصلوا جنة إلى منزلها. صعدت جنة إلى شقتها فاستقبلتها علا بالأحضان والبكاء..


علا ببكاء:«يا حبيبة قلبي يا ضنايا حمد لله على سلامتك يا روح قلبي طمنيني انتى كويسة مين اللي كانوا خاطفينك وخطفوكي ليه وانتى ازاي رجعتي؟!»


جنة بإجهاد:«اطمني يا ماما أنا كويسة أرتاح بس شوية وأنا هحكيلك على كل حاجة أومال بابا فين؟!»


علا:« جاله تليفون من شوية جرى زي المجنون دا حتى ما قاليش هو رايح فين أنا كنت هتجنن فكرت إن جرالك حاجة بس الحمد لله ربنا استجاب دعايا ورجعك ليا تاني بالسلامة.»


بعد مدة حضر قاسم فاستقبلته علا بابتسامة فرحة وبشرته برجوع جنة وحينما سأل عنها  أخبرته أنها ترتاح قليلاً، فدخل عليها واطمأن برؤيتها وقبلها فوق جبينها ثم ذهب إلى صالة المنزل وجلس على الأريكة ووضع رأسه بين يديه وظهر عليه الحزن الشديد...


علا بلهفة:« مالك يا قاسم فيك إيه إيه اللي حصل فهمني إيه سبب الحزن والهم اللي انت فيه دا؟!»


قاسم بتنهيدة حزن:« كرم يا علا لا حول ولا قوة إلا بالله مش عارف أقول إيه الواد فى المستشفى شكله هيموت حالته خطيرة أوي.»


صرخت علا بشدة فاستيقظت جنة على صرختها وخرجت فزعة.


جنة بفزع:«في إيه يا ماما بتصرخي ليه كدا إيه دا انت جيت امتى يا بابا في إيه اللي حصل ما تفهموني ماما بتصرخ كدا ليه يابابا؟!» 


علا ببكاء وصريخ:« اه يا ابني يا خسارة شبابك يا ضنايا.» 


جنة بخوف:« هو في إيه مين دا اللي بتتكلموا عليه حد فيكم يقولى.»


قاسم بحزن:«كرم اتقتل لما راح ينقذك يا جنة بس انتى هربتى منهم ازاي وازاي ما عرفتيش باللي حصل لكرم؟!»


جنة ببكاء:« مش وقته يا بابا تعالى وديني عند كرم أطمن عليه الأول زمان بسمة نفسيتها متدمرة دلوقتي ولازم أكون جنبها عشان أواسيها في اللي هي فيه.»


ذهب قاسم وعلا وجنة إلى المشفى وحينما رأت جنة بسمة أقبلت عليها واحتضنتها بشدة وبكيتا الإثنتان. 


بسمة ببكاء:«جنة هيضيع مننا أخويا راح خلاص يا جنة كان كل همه إنك ترجعي بالسلامة وما يجرالكيش حاجة.»


جنة ببكاء:«والله ما كنت أعرف إنه جاي أنا ما شفتوش أنا عمو حسن هو اللي هربني قبل كرم ما يوصل أنا حتى ما أعرفش إيه علاقة كرم بيهم.»


يونس بعدما اقترب منهم:«أنا هحكيلكم على كل حاجة بس نطمن الأول على كرم.»


بعد عدة ساعات خرج الطبيب من غرفة العمليات ووقف أمامهم وأبلغهم بكل أسى أن حالة كرم متدهورة وأنه وُضِع بالعناية المركزة وأنه الآن تحت العناية الإلهية وطلب منهم الدعاء له، ثم أخذ يونس بعيداً عنهم وقال له أن يكونوا على استعداد لتلقي خبر وفاته فى اى لحظة، ثم تركه وذهب.


ظلت بسمة تصرخ وتبكي بشدة وعلا وجنة تحاولان كيف ذلك وقلوبهم أيضاً تتمزق حزناً على حال ذلك الشاب المكافح الشجاع بينما استند يونس على الحائط بأسى وحزن وجلس قاسم القرفصاء ونكس رأسه بحزن وأسى وهربت من عينه دمعة متمردة لتعلن عن كم الحزن الذي بقلبه على هذا الشاب الخلوق. 


في المساء تركت جنة بسمة في حجرتها نائمة بعد المهدئ الذي أعطاه لها الطبيب وتوجهت إلى العناية الفائقة واستأذنت من الممرضة بأن تدخل له لتطمئن عليه وبالفعل بعد محاولات من اقناعها وافقت وجعلتها ترتدي الملابس الخاصة بالعناية ثم أدخلتها ولكنها طلبت منها عدم التأخير حتى لا تتسبب في الأذى لها. 


وقفت جنة أمام كرم الموصول بالعديد من الأجهزة ثم تذكرت كل ذكرياتهم سوياً أيام الطفولة، وأيام المراهقة، خوفه عليها واهتمامه بها، الحلوى التي كانت تفضلها، تشجيعه لها ومواساته حينما تكون حزينة...


جنة ببكاء:«كرم انت مينفعش تموت وتسيبنا أنا وبسمة أنا ما أقدرش أخسرك كفاية خسرت أبويا وأمي أنا ما ليش غيرك انت وبسمة الوحدين اللي عارفين كل حاجة عني قوم يا كرم انت أقوى من أي تعب انت هتقدر تتغلب عليه وحياة بسمه عندك لتقوم وترجعلنا تاني.»


دخلت عليها الممرضة وقالت بصوت هامس:« أرجوكي يا آنسة كفاية كدا انتى هتتسببي في قطع عيشي.»


جنة وهي تمسح دموعها:«حاضر هخرج أهو بس بالله عليكي خلي بالك منه.»


وقفت جنة أمام باب العناية وبقيت قليلاً ثم اعتدلت ومسحت دموعها  وذهبت مسرعة إلى منزلها ودخلت إلى المكتبة وفتحت الكتاب السحري، فدخلت إلى العالم السحري مرة اخرى في محاولة يائسة منها لمعرفة السبيل لإنقاذ كرم. 


حينما دخلت جنة العالم السحري استغلت معرفتها بالطريق وذهبت مسرعة إلى العرافة هيفين لعلها تستطيع مساعدتها أو امدادها بدواء يشفي كرم وحينما وصلت طرقت الباب ثم دفعته ودخلت مسرعة...


جنة:« أيتها العرافة هيفين أرجوكي ساعديني.»


العرافه هيفين:« أهلاً بك يا عزيزتي جنة أعدتي مرة أخرى لإنقاذ حبك؟!»


جنة باستغراب:« لا لقد عدت لطلب المساعدة في انقاذ شخص عزيز علي إنه مريض بشدة يكاد يفقد حياته.» 


العرافة هيفين:«هذه اللوعة ليست لشخص عادي لابد وأنه حبيب.»


جنة:« لماذا تصرين أنه حبيبي إنه صديق طفولتي وجاري وأخٌ لي.» 


العرافة هيفين:«ولكن إذا لم يكن حبيبك فسخسرين حياتك مقابل حياته هل أنت على استعداد لفعل ذلك؟!»


جنة بدهشة:« ولماذا أفقد حياتي؟!»


العرافة هيفين:« لأن لو هذا الشخص حبيبك ستستطيعين إحضاره إلى هنا ويتم علاجه مهما كان مرضه أما اذا كان مجرد شخص يمثل لك أهمية فقط فلن يستطيع دخول العالم السحري وستضطرين لأخذ العلاج له ولكن هذا مشروط بتبادل الأرواح بينكم يعيش هو فتموتِ أنتِ هكذا هو قانون عالمنا وهذا ما فعلته جدتك فقد تنازلت عن روحها مقابل انقاذ عمك قاسم حينما مرض وعلمت منا أن هذا المرض سينهي حياته.»


جنة:« ولكنه ولدها أيكون هناك أعز من الابن؟!»


العرافة هيفين:« عزيزتي جنة لا يستطيع دخول عالمنا شخصان سوياً غير الأحبة فقط.»


جنة بحزن:« ولكني لا أريد خسارة حياتي وأيضا أريد أن يشفى كرم ويعيش.»


العرافة هيفين:«ولكن ماأراه أمامي ليس إلا حباً ولكنه مطموس ويريد من يخرجه إلى النور أعتقد أن لدي وسيلة لمعرفة ما اذا كنت على حق أم لا هلمي ورائي لنذهب إلى شجرة الرماد السحري هناك ستظهر الحقيقة.»


ذهبت جنة مع العرافة هيفين إلى الشجرة والتي طلبت من جنة أن تغترف بعض الرماد وتضعه فوق رأسها ثم تذهب إلى البحيرة القريبة وتنظر خلالها ثم وقفت خلفها وألقت بعض الكلمات وأخبرتها أن بعد هذه الكلمات ستظهر صورة عاشقها وبالفعل ظهرت صورة هذا العاشق فصدمت جنة حينما رأتها فكانت صورة كرم هي التي تتوسط البحيرة...


العرافة هيفين بابتسامة:« هذا هو الذي تريدين انقاذه أليس صحيحاً عزيزتي لقد كنت محقة هذا هو عاشقك والآن أحضريه فقدرتك ستساعدك على إحضاره هنا هيا أسرعي حتى لا ينفذ منك الوقت وحالما تعودين سأكون قد أنهيت إعداد الدواء.» 


عادت جنة إلى عالمها وذهبت إلى المشفى وتسللت إلى داخل العناية دون أن يراها أحد ووقفت أمام كرم بصدمة..


جنة:« انت الحبيب العاشق انت اللي كنت ناوي تضحي بحياتك عشاني ليه ما قولتليش ليه ما حاولتش تقربني ليك ليه ما حاولتش ترجع حبي القديم ليك ليه خليته يضيع مع الزمن بسكوتك.»


ثم اقتربت منه ومسكت يديه وأغمضت عيناها وفكرت بمنزل العرافة هيفين وفي أقل من لحظة كانت هي وكرم الممدد على الفراش أمام العرافة هيفين فقامت بإلقاء بعض الطقوس عليه ووضعت الدواء الذي بيدها بالقرب من فمه وفتحته ليدخل إلى جوفه ثم التفتت إلى جنة وقالت بهدوء...


العرافة هيفين:« الآن ستعودين مرة أخرى إلى عالمكم أما قدرتك فقد انتهى مفعولها فأنت لست بحاجة لها بعد الآن كما أنك لن تستطيعى العودة إلى هذا العالم مرة أخرى فقد أديت مهمتك به وآخر شيء أود قوله لك حافظي على عشقك فهذا الشاب لن تستطيعي تعويضه مرة أخرى فالعشق الذي يملأ قلبه لك ليس له مثيل على وجه الأرض.»


نظرت له جنة وأغمضت عيناها وفكرت بالمشفى وعادت مرة أخرى وبدأت صفارات الأجهزة بالانطلاق مما جعل جنة تفزع فخرجت مسرعة وهي تصرخ وتبكي... 


جنة بصراخ:«دكتور حد يجيب دكتور بسرعة كرم بيموت حد يلحقنا.»


حضر الطبيب مسرعاً وبعد الكشف على كرم وجد أن حالته الصحية استقرت فوقف مصدوما ولم يعرف كيف حدث ذلك ولكنه اعتقد أنها معجزة إلهية، فخرج إلى عائلته وأبلغهم بتلك المعجزة ولكنه سيظل أياما قليلة بالعناية الفائقة للإطمئنان على حالته حتى تستقر ثم سيتم نقله إلى حجرة عادية.

يتبع

مجمع الرواية من هنا

رواية انتقام عبر الزمن الفصل الثالث والثلاثون 33 من هنا

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات