📁

رواية ما لا تبوح به النساء الفصل السادس 6 بقلم عبير حبيب

رواية ما لا تبوح به النساء  الفصل السادس 6 بقلم عبير حبيب

رواية ما لا تبوح به النساء بقلم عبير حبيب




"ما قبل الأنكسار"

قتلتني عيناك مرتين الأولى عندما أهتمت وأعجبت

والثانية عندما إلتفتت وتجاهلت. 

هذا ما أرسلته سلمى لحمزة كانت تلقي عليه اللوم بهذه الكلمات، تمنت لو بادر مجددًا ليبوح لها عن حقيقة مشاعره

مر الوقت ساعة تلو الآخرى.. .كانت تنتظر على أحر من الجمر، 

يبدو أن حمزة قد بدأ في التراجع.

جنى: كلمك بعد كدا؟

سلمى: لا

جنى: وأنتِ حاولتي تكلميه؟

سلمى: لا، حاولت ابان صامدة أكتر، كنت شايفة هو إللي لازم يبدأ.

جنى: بعد كل لهفتك دي قدرتي تحافظي على هدوئك

حاجة تقلق ولا إيه؟

سلمى: ومين قلك كنت هاديه، أنا اتحولت مع أولادي، بقىت عصبية جدًا، مبقتش أنام زي الأول، قافلة على نفسي أكتر، بقىت بسهر للصبح، حالي كلو أتشقلب، مكونتش أنا كنت ست تانية باهتة، عصبية، حزينة. 

جنى: سليم لما كان بيكلمك مكنش بيحس بحالتك دي؟ 

سلمى: كان واخد بالهُ، وسألني متغيرة ليه؟ 

قولتله تعبانة شوية عادي يعني، كان بيعمل أنه مصدق،  فضلتي ع الحال دا كتير؟

سلمى: ٤ أيام، اليوم الخامس كنت نزله من البيت موديه ولادي درسهم، روحت بعدها على الشارع إللي حمزة موجود فيه، كبريائي خلاني مبصلوش، خلصت حاجتي وخدت أولادي وروحت شقتي، من جوايا كنت هموت واشوفه بس محبتش أتنازل أكتر من كدا.

لم يمر وقتٌ طويلٌ بعد أن عادت سلمى لمنزلها لتتفاجأ برسالة جديدة.

تن.. ..تن

تن.. ..تن

سلمى: حمزة باعتلي يقول

"كنتِ قمر أوي النهارده شكلك حلو وأنتِ زعلانة هزعلك كتير الفترة الجايه"

لقيت نفسي ببتسم وبرد عليه. 

"كويس إنك لسه فاكر، أنا كنت نسيتك" 

حمزة: كلامك آخر مرة كان مستفز وأناني.

سلمى: أنت مفرقش معاك تفهم، أنت أكتفيت بالبعد.

حمزة: إنك متجوزة فكرة صعبة، مش هنكر حبي ليكِ، بس لما قعدت مع نفسي وفكرت في كلامك وحياتك شكلها أي، لقيت صعب نكون مع بعض لا دا مستحيل أصلًا.

سلمى: عارفة يا حمزة، مش محتاجه أسمع الكلام دا منك، هتعدي مفيش حاجه بتقف على حد.

وقبل أن يبادر بالرد قاطعته سلمى: أستأذنك يا حمزة مطره اقفل.

حمزة: شايفه كدا،  براحتك يا ست الكل، مع السلامة.

شعرت بغصةً بقلبها، بكت كثيرًا تبًا لك يا سلمى أنتِ من فعلت هذا بنفسها، أنتِ من جعله يقتحم عالمها الصغير، والآن هو يبتعد وأنتِ تشعرين بالقهر، وكأنما ألقي بها في بئرً مظلم. 

غفت في مكانها بعد أن تغلب عليها النعاس، لم يمضي الكثير من الوقت ساعات قليلة لتستيقظ على صوت الهاتف

تن.. .. تن.. . لقد كان هو معذب قلبها.

حمزة: سلمى أنا رايح فرح واحد صاحبي أختاري معايا بدله من دول ألبسها.

بدأت سلمى في الرد على رسالته وكأن شيئًا لم يحدث، أو ربما أردت أن تظهر مدى قوتها.. أردت أن تقول لا شيء يعني لي.

سلمى: البدلة الرصاصي حلوة أوي .

حمزة: متزعليش مني أنا أسف لو جيت عليكِ بكلامي بس أنا بحاول زيك بالضبط، بحاول أقربلك لكن قناعتي أن دا غلط مخليه عقلي رافض... حرب كبيرة يا سلمى... بين قلبي وعقلي. 

سلمى: طب رجعت ليه؟! 

حمزة: شوقي إللي رجعني وإحساسي بالذنب من نحينك، متأكد أني مظلمتكيش ولا ضحكت عليكِ في أي كلمة قولتها. 

...بحبك بس كل ما بفكر في دا بخاف أوووى، حبنا ملوش آخر، طريقنا مسدود يا سلمى.. تقدري تقولي الحب الممنوع.

هنا صمتت سلمى بوجع كبير، ما كانت تخشاه يحدث، من الوهلة الأولى كانت تعلم أنه يخاف الله ولا يقدر على نقد المجتمع ولن ينساق وراء قلبه بسهولة.

سلمى: تقرب وتبعد وتمشي وترجع تاني وآخرها أيه؟!

عايز تبعد أبعد.

حمزة: قولتلك بحاول زيك بالظبط، أنا بفضل متماسك لحد ما بشوفك مبقدرش أمنع نفسي.

سلمى: أنا لازم أقفل عشان نازلة.

حمزة وكأنه يمحو كل ما مضى من حديثهم!!!

حمزة: تمام،  بس ياريت تلبسي عباية وتبقى واسعة

عشان محدش يبصلك مع أني عارف هتبقي قمر فيها بردو بس على القليلة واسعة.

سلمى: دي حاجة تخصني، متخصكش.

حمزة في حالةً يرثى لها لم يختلف كثيرًا عن سلمى، 

ضميره يأنبه هو الآخر، صراعًا قاسي جدًا عندما تنقسم إلى اثنان في شخصً واحد، أعلم أنها حرب بين الواقع والخيال واقع لا تتجزأ فيه المبادئ وخيال كل ما فيه مباح.

ترى من سينتصر الشيطان في صورة الحب، أم تقوى الله في صورة الورع، الأثنان وجهان لشخصً واحد.. كم هذا صعب.

جنى: أفهم من كلامك أن حمزة كان خايف زيك وفارق معاه الحلال والحرام.

سلمى: ايوا كان زيي أنا شوفت دا لطف من ربنا بيا، عارفة يا جنى أنا كنت معمية يعني لو كان طلب مني أي حاجة بس أصر شوية كنت هديهالهُ؛ عشان كدا حمدت ربنا كتير أني موقعتش في واحد مفرقلوش حرام من حلال.

جنى: ازاى يا سلمى الراجل راجل، أنتِ ليه بتحاولي تطلعيه ملاك، مخدتيش بالك أن المفروض من البداية مكنش يكمل مع واحدة متجوزة، أنتِ مدام يا سلمى مش بنت.

سلمى: معرفتش أشوفه وحش، كل حاجة كان بيعملها أو يقولها تديقني بيلحقها بحاجة حلوة تغطي عليها

لما كنت أنزل استوري بأغنية بحبها.. .مبيعديش كتير والاقيه متصور وهو بيغنيها وباعتهالي هههههه، أنا كنت بعشق جنانهُ

كان بيعرف ازاى يدخل قلبي، حتى لما كنت بخرج يفضل يكلمني يطمن عليا، فين؟ لابسه أي؟ روحت ولا لسه؟ .. كان لازم يعلق على لبسي قد أي عاجبهُ، كنت حلوة ولا باين عليا تعبانة. 

أهتمام.. أهتمام يا جنى، دخل قلبي بأهتمامهُ، متستغربيش كلامي بس دا إللي حصل.

كانت سلمى تشعر في ذاك الآن أنها وردة قد تفتحت في بستانه تفوح منها رائحة السعادة، كانت مليئة بالطاقة تنشر البسمة أينما حلت، حبها له جعلها تصنع كل الأشياء بحب وعناية فائقة، إلى أن أتى ذلك اليوم.. 

سلمى: طلب مني نتقابل ونقعد مع بعض وش لوش، قالي نفسي أبص في عينك وأنتِ بتكلمينى، ألمح كل تفصيله فيكِ وأنتِ قدامي. 

جنى: وافقتي طبعًا.

سلمى بمرارة: للأسف ايوا، حددنا اليوم والساعة بس محددناش المكان هو قالي لما تخلصي وتنزلي

ابقي كلميني عشان نحدد هنتقابل فين. 

جنى: وولادك ودتيهم فين؟

سلمى: بنت خالتي متجوزة قريب مني ومعاها أطفال من سن أولادي ودتهم عندها بحجة أن ورايا مشوار أخلص فيه طلبات البيت، وطبعًا رحبت جدًا. 

وقتها جهزت الهدوم إللي هلبسها، الفستان والطرحة كانو على زوقه... هو إللي طلب مني البسهم، وأنا بجهز حسية بجبل على صدري مكنتش قادرة اخود نفسي، حرارة غريبة في جسمي كله، كنت خايفه أوي، بس روح المغامرة خلاتني أجمد وأكمل للآخر

خلصت وأنا كلي جمال وأنوثة، ونزلت من شقتي

بس الصدمة إلى كسرت قلبي... كانت لما رنيت عليه. 

سلمى: الو..أنت فين؟ أنا نزلت. 

حمزة: ؟؟

* * *

أن تسير في طريق فهٰذا كان خيارك من البداية، أنت لم تجبر على شيء.لذٰلك ستنال نصيبك، كنت تستحقه أم لا فهو "نصيبك".

يتبع

مجمع الرواية من هنا

رواية ما لا تبوح به النساء الفصل السابع 7 من هنا 

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات