رواية خديجه الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم جهاد سعيد
رواية خديجه بقلم جهاد سعيد
صحيت خديجه وراحت صلت الضحي ونزلت تفطر مع حماها وحماتها.
خديجه بمرح : السلام عليكم بتاكلو من غيري مكنشي العشم.
ابو باسم بضحك. ده بدل ماتقولي اذيك يابابا واذيك ياماما داخله تتخانقي على طول كده
خديجه بحرج مصتنع : عندك حق يابابا بس انا شوفت الاكل نسيت نفسي أصلاً
ام باسم بحب : اقعدي ياحبيبتي افطري انا فرحانه انك بتفطري معانا وقعده في وسطينا.
خديجه قبلت ايديها وراحت قبلت ايد حماها وقالت. ربنا يباركلنا فيكو انتو الخير والبركه في حياتنا.
ابو باسم بحب : اقعدي افطري ياحبيبتي.
خديجه بابتسامه : حاضر يابابا.
ياسمين نازله على السلم.
ياسمين : خياااانه بتاكلو من غيري
خديجه بمرح : مين دي تعرفها يابابا
ابو باسم بهزار : دي واحده لقناها قدام الجامع.
خديجه : طب خليها تاكل معانا نكسب فيها ثواب.
ياسمين بتذمر طفولي : أنا يابابا لقتني قدام الجامع
ابو باسم : ياحبيبتي انتي روحي.
ياسمين حضنت باباها وطلعت لسانها لخديجه.
خديجه : لا انا بغير ياحج راعي شعوري.
ام باسم بتحضن خديجه : تعالي ياحبيبتي في حضني ملكيش دعوه بيهم.
خديجه بتغيظ ياسمين وتطلع لسانها
ابو باسم وام باسم : ههههههه اطفال هو احنا كنا ناقصين.
وكملو افطارهم وابو باسم وام باسم اخدو بعضهم وراحو المستشفي
ياسمين بحماس : بصي بقا ياخديجه. انا وسميه عايزينك تيجي معانا. عشان قررنا هنشتري النقابات النهارده باذن الله.
خديجه بسعاده. اللهم بارك. ربنا يثبتكو عليه ويرزق كل مشتاقه بلبس النقاب.
ياسمين بحب. اللهم امين ياحبيبتي. يلا بقا. تعالي عشان نلحق. نشتري.
خديجه بابتسامه. هستاذن من اخوكي واشوفو هيقول ايه.
ياسمين افرض رفض.
خديجه بابتسامه. يبقي مش هروح.
ياسمين هتزعليني عشانه.
خديجه بحب : ده زوجي ومينفعشي اكسر كلمته مادام مش في معصيه وهحاول اني افهم ليه مش عايزني اروح لو حسيت انو هيضايق يبقي بلاش اتكلم معاه.
ياسمين : بس ده مينفعشي فيها ايه لما تخرجي مع صحباتك يعني التحكم مش لدرجة دي وانتي مش لازم تسمعي كلامه في كل حاجه هياخد على كده وهيكتم حريتك ومش هيكون ليكي رأي أبداً ولا شخصيه.
خديجه بابتسامه : طبعا ربنا امرني اني اطيع زوجي مادام في غير معصية الله يعني مينفعشي اعصي كلمته أبداً ولا حتى اتخانق معااه واصمم اني هروح يعني هروح لاني ده مش من صفات الزوجه الصالحه ثانيا مين قالك اني مليش شخصيه لا أنا ليا شخصيه وهي اني زوجه وهو الزوج وكل واحد فينا ليه حقوق وواجبات مليش دعوه هيقوم بحقوقي كلها ولا لأ لأني ربنا هيحاسبه بس أنا لازم اوفي حقوقي كلها تجاهه عشان لما ربنا يحاسبنا مكونشي قصرت ثالثا أنا متأكده اني باسم هيوافق عشان انتو رايحين تعملو طاعه وعايزني معاكو وهو مش هيتأخر على عمل خير أبداً ده زوجي وانا عارفاه.
باسم واقف على السلم وسمع كلام خديجه وحبه لخديجه كل يوم يزيد في قلبه.
باسم : احم السلام عليكم.
خديجه وياسمين بابتسامه : وعليكم السلام ورحمة الله.
خديجه بابتسامه : هروح احضرلك الفطار.
باسم : خلي الخدم يحضروه انتي تقومي ليه.
خديجه بحب : عشان أنت زوجي وانا مش عايزه حد يفطرك غيري.
باسم بسعاده : طب بسرعه عشان جعان.
خديجه : حاضر إن شاء الله خمس دقايق بس.
حضرت خديجه الاكل وحطته قدام باسم وغمزت لياسمين إنها تمشي عشان لو رفض تحاول تقنعه بطريقتها ومش يحصل زعل بين الاخ واخته
خديجه بابتسامه : ممكن اطلب منك طلب
باسم : موافق بس بشرط.
خديجه باستغراب هو انت لسه عرفت ايه هو.
باسم : ايوه عارف عايزه تروحي مع ياسمين
خديجه بابتسامه : صح وايه الشرط
باسم : اني اروح اوصلكو عشان اخد الأجر.
خديجه بسعاده : انا موافقه.
ياسمين دخلت بحماس : وانا موافقه يلا بقا
خديجه : هو انتي كنتي بتتصنتي علينا ههههه
باسم : يلا بقا عشان ورايا مشوار مهم.
خديجه بابتسامه مشوار ايه.
باسم بعدين : هبقى اقلك بأذن الله.
خديجه : ربنا يعينك.
باسم بابتسامه اللهم امين.
وصلو البنات المول وباسم انتظر بره وهما دخلو وخديجه اختارت لهم عبايات ودرسات كحلي وبني بس هما رفضو عايزين كله اسود وخديجه حاولت تقنعهم.
خديجه : يابنات الاسود مش كل الدين عادي لو لبسته الوان غامقه زي البني والكحلي والكافيه الغامق اهم حاجه يكون مش ملفت أبداً
ياسمين بتصميم : لا انا بأذن الله لبسي الخروج هيبقي كله اسود بحس اني هبقي مميزه اكتر واكتر
سميه. وانا برده. بأذن الله. هجيب لبس الخروج اسود. ومش هلبس. الماليزي. ابدا. ولا الخمارات اللف. انا حابه اني البس. زيك بالظبط.
خديجه بابتسامه. اللي يريحكو. انا اهم حاجه نصحتكو. ابدؤ بالتدريج. بس. اللي انتو عايزينه.
البنات اشترو كل اللبس اللي عايزينه. وسميه اشترت لمامتها. وباسم اخدهم ورجعهم البيت.
ياسمين. وسميه. اخدو. الهدوم. ونزلو. عشان يلحقو يقيسو.
خديجه فضلت في العربيه مع باسم.
باسم. عايزه. حاجه اجبهالك معايه.
خديجه بابتسامه. عايزاك. تروح. وتيجي بالسلامه. ونفسي اقلك اتقي الله. احنا هنصبر علي الجوع بس مش هنصبر علي النار.
باسم باستغراب. جوع ايه ونار ايه.
خديجه بضحك. لا ده انا انفعلت شويه. بس. الجمله دي. سمعتها من شيخ. وكان نفسي اقلها لزوجي.
باسم بجد. قولي.
خديجه بابتسامه. قصدي. يعني. لو في ثفقه او اي حاجه فيها شبهة حرام بس هتگسبك كتير اتركها مش مهم يكون معانا فلوس كتير بس الاهم اننا نبعد عن النار لاننا مش هنقدر على العذاب فبذكرك لاني زوجتك انا هصبر على الجوع بس مش هصبر على النار اوعى تأكلني لقمه حرام.
باسم بحب : اطمني الحمد لله اي حاجه كانت فيها شبهة حرام او محرمه زي الربا او غيرها بفضل الله بعدت عنها وده اثر في البدايه بس فعلاً من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه وربنا عوضني كتير جداً.
خديجه بابتسامه. ربنا يرزقك كمان وكمان.
نسيبهم ونروح عند البنات اللي عايزين يرتدو حجاب امهات المؤمنين هنيئا لهم ومن ارتدت حجاب امهات المؤمنين.
ياسمين بسعاده وبتلف حوالين نفسها : ايه رأيك فيا انا مش مصدقه نفسي الحمد لله رب العالمين على نعمة الستر بجد حاسه اني طايرة في السما
سميه بدموع فرح: انا كنت بسمع. كلمة. ملكه بنقابي. بس دي اول مرة احس بالشعور ده. اللهم الثبات حتي الممات. ايه الجمال ده.
خديجه دخلت عليهم: اللهم بارك. ماشاء الله لاقوة الا بالله. ثبتكم الله ياحفيدات عائشه وفاطمه.
ياسمين بحب: جميل قوي. حفيدات عائشه. وفاطمه. اللهم اجمعنا بيهم في الفردوس الاعلي.
خديجه بفرح: اللهم بارك. بجد. مش قادرة اوصف فرحتي. ربنا يبارك. فيكو. ويحبو ويرزقو سعادة الدارين.
سميه : اللهم امين.
نروح عند باسم
ايووه ياصاحبي عملت اللي قلتلك عليه.
ماجد بسعاده: الحمد لله المقرءه خلصت وجبت المعلمات كمان. وهيبدؤ يحفظو الاولاد. من الاسبوع اللي جاي. وطبعا الاولاد. اللي كانو بياخدو عند زوجتك. عرفت اهليهم. وهيبدؤ. يحفظو هناك.
باسم بابتسامه. الحمد لله. كده. خلصنا. من المقرءه. وطبعا. المدام. هخليها تروح كل فترة. تديهم. افكار جديده. من اللي كانت بتعلمها للاطفال.
ماجد: بس ليه. عملت في القريه اللي زوجتك كانت منها. كنا عملنا في المدينه. افضل بكتير.
باسم بابتسامه : أولاً لأن أولاد القرى بيهتمو بحفظ القرآن اكتر من المدينه وده اللي عرفته من زوجتي ثانيا مش عايز اكون سبب خسارة للولاد دول.
ماجد : وضح اكتر.
باسم بابتسامه : لاني ياازكي اخواتك اتجوزت المعلمه بتاعتهم وهي بقالها سنين تحفظ فيهم وتعلم فيهم ومحدش غيرها في المكان عشان كده فكرت اني افتح ليهم دار.
ماجد : ربنا يجعله في ميزان حسناتها.
باسم بابتسامه: ربنا يرزقني الاخلاص. ويجعله في ميزان حسناتنا. لانك. تعبت معايه. عقبال. الباقي.
ماجد: هو لسه في باقي.
باسم بابتسامه : ايووه طبعا بأذن الله هتشركني في الاجر. وهتتعب معايه.
ماجد : احم كنت عايز اتكلم معاك في حاجه
باسم : خير.
ماجد : كنت. عايز اعرف مين البنت اللي كانت مع اختك يوم الفرح.
باسم بتفكير: بنت مين.
ماجد: هي كانت لابسه خمار. انا لمحتها غصب عني بس صدقني غضيت بصري عنهم من ساعت ماسمعت عن غض البصر وانا بفضل الله. مابقتشي برفع عيني ابدا.
باسم بابتسامه: انا واثق فيك. ياصاحبي بس انت قصدك علي سميه.
ماجد : مش عارف هي اللي كانت لابسه خمار وواقفه جمب اختك
باسم : بس أنت بتسأل عليها ليه.
ماجد : الصراحه عايز اتعرف عليها وطبعا قبل ماتتكلم رؤيه شرعيه في بيتها.
باسم بسعاده : ربنا يكملك على خير ياصاحبي بس سمع الورد عشان الشيخ مش يظبطنا
ماجد بحب. تصدق. اني بحمد ربنا علي النعمه. اللي احنا بقينا فيها. كنت بدور علي السعاده في كل حاجه. طلع السعاده مع اول ساجده. ربنا يثبتنا.
باسم بفرح : الحمد لله انا من ساعت مازوجتي دي دخلت حياتي وربنا كرمني ربنا يديم علينا السعاده كفايه اننا بنعمل لاخرتنا انا مش مصدق.
ماجد : بإذن الله كلم اختك واعرف منها في طريق ولا استنى ولا ايه.
باسم : ان شاء الله هنروح عند الشيخ وبعد كده لما اروح هكلمها.
نروح عند عبد الرحمن.
عبد الرحمن بحزن : بجد يابابا البيت وحش من غير خديجه انا مش طايق قعدتي فيه.
ابو خديجه: عندك حق خديجه كانت النور اللي في البيت وانطفي بعد مامشيت البيت اللي من غير بنت ميبقاش بيت.
ام خديجه: ماتيجي نروح ياحاج نشوفها ونطمن عليها.
ابو خديجه : ان شاء الله يومين كده وهتصل استأذن.
عبد الرحمن بسعاده : هروح معاكو لانها وحشتني قوي ووحشني قفاها جداً وكمان عايز أبارك لباسم على الدار اللي فاتحها بجد مش متخيل أن بقا عندنا دار تحفيظ للكبار والصغار وكمان مترخصه.
ابو خديجه : ههههه يابني هتعمل كل ده.
نكمل الحلقه اللي جايه. بأذن الله الاحداث اللي جايه. هتبقي صعبه عليكو بس لازم. لاني الحياه كلها مش وردي. لازم يحصل صعوبات في الطريق. هنعرف بأذن الله اعذروني علي التاخير. والله الظروف هي اللي اجبرتني. باقي حوالي اربع حلقات والروايه تخلص.
خديجة : بس قبل ما أقفل الحلقة عايزاكم تقرأو القصة دي "مريم وتوبة قلبها"
كانت مريم فتاة في العشرينات من عمرها، جميلة، ذكية، وطموحة، لكنها كانت تحمل في قلبها شغفًا وعاطفةً تجاه شاب تعرفت عليه عبر وسائل التواصل الاجتماعي. لم تكن بداية علاقتها به خارجة عن المألوف، حيث كان التواصل بينهما يتم عبر المكالمات والنصوص، ولكن شيئًا فشيئًا، تطورت العلاقة إلى لقاءات خارج المنزل وأحاديث لا تنتهي في الليل. لم تكن مريم قد توقعت أن تلك العلاقة ستأخذ منها ما تبقى من طهارة قلبها.
عرفت مريم في أعماقها أن هذه العلاقة كانت حرامًا، وأن الله لا يحب أن نُخفي المعصية، لكنها كانت ضعيفة أمام مشاعرها، وكانت كلما قررت الابتعاد، عاد الشاب ليتودد إليها بكلمات معسولة ووعودٍ كاذبة، فتغرق في التفكير به من جديد. بدأت الصلاة تتأخر عنها، وكانت صلواتها خفيفة، مجرد أداء دون خشوع. وأصبح قلبها مملوءًا بالشوق لهذا الشاب، بينما كان يعذبها في كل مرة بمشاعر الخذلان.
في إحدى الليالي، وبعد أن أنهت مكالمتها مع الشاب، كانت مريم تستعد للنوم. أغلقت المكالمة، لكنها قررت أن تبقى تستمع إلى الأغاني عبر السماعة، لتغرق في عالمها الذي كانت تهرب إليه. أغشي عليها النوم، لكنها دخلت في حلمٍ طويلٍ مرعب.
في الحلم، كانت مريم ترى نفسها في غرفة تغسلها يديها، وجسدها يغطى بالكفن. لكنها شعرت بشيء غريب: كان جسدها قد تحول إلى سواد، وكأنه فحمة، وأُخرج من أذنها صديدٌ كثيف. وعندما نظروا إليها، كانوا يصرخون في وجهها: "ما هذا؟!" ووجدوا أن الهاتف الذي كانت تستخدمه للتواصل مع الشاب كان قد التصق بيدها، ولم يستطع أحد أن يُخرِجه من يديها. كان الهاتف بمثابة شاهدٍ على معاصيها، وكأن كل المكالمات والرسائل كانت تُدَيِّنها.
كانت تشعر بالرعب في قلبها، وتسمع بكاء أهلها من بعيد. ثم جاء وقت تغسيلها، وعندما رفعوا الكفن عن وجهها، كانت ملامحها غريبة، كأنها كانت في حالة من العذاب الشديد. لكن أسوأ ما في الأمر كان عندما دخلت القبر، حيث كان هناك صوتًا عميقًا في الظلام، نادى منكر ونكير: "من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟". حاولت أن تنطق، لكن لسانها كان عاجزًا. حاولت أن تقول "ربي الله"، و"ديني الإسلام"، و"نبيي محمد"، لكنها كانت لا تستطيع أن تنطق بكلمة واحدة، وكانت تجهش بالبكاء، تبكي لأنها كانت تعرف الحقيقة، لكنها كانت قد ضيعتها طوال تلك السنوات.
ثم توقفت عن التفكير، وفجأة شعرت بشيء يعصف بها، كان ذلك الصوت العالي الذي يناديها: "مريم، استفيقي!"، وعندما استفاقت، وجدت نفسها في غرفتها، وهي تصرخ بكل قوتها، فزعًا، كما لو أنها كانت في نفقٍ مظلم.
دخل أفراد عائلتها إلى الغرفة مذعورين، وسألوها عما حدث، فأجابتهم بصوتٍ متقطع: "لقد حلمت بحلم مخيف، حلمت أنني مت وأنا على معصية، وتعرضت للعذاب في القبر...". حاولوا تهدئتها، لكن مريم كانت ترتجف من الخوف، وكانت تعرف أن هذا الحلم ليس مجرد رؤيا، بل كان تحذيرًا من الله.
بعد أن طمأنها أهلها وخرجوا من الغرفة، بقيت مريم جالسة في صمت طويل. كانت تفكر في الحلم وفي المعاصي التي كانت ترتكبها. وعرفت أنها كانت على خطأ، وأن الله قد منحها الفرصة لتتوب وتعود إليه قبل فوات الأوان. هذا الحلم كان رسالة من الله لها.
قرار التوبة:
لم يكن في قلب مريم شكٌ بعد هذا الحلم، فقررت أن تبدأ من جديد. قامت وتوضأت، وصليت ركعتين توبة وندم إلى الله، ودعته أن يغفر لها ويتقبل توبتها. ثم قررت أن تقطع علاقتها نهائيًا بهذا الشاب، فعملت له "بلوك" على كل وسائل التواصل الاجتماعي، ومسحت رقمه من هاتفها، ومسحت الأغاني التي كانت تشغلها عن طاعة الله. كانت عازمة على أن تبدأ حياة جديدة.
وبدأت مريم تصلي كل فروضها في وقتها، ولم تترك فرضًا واحدًا. كما بدأت تقرأ القرآن كل يوم، وتدعو الله أن يغفر لها. كانت تقوم الليل وتتصدق بنية الغفران عن ما مضى، وعكفت على دراستها بكل جهد. ونجحت بامتياز في الثانوية العامة بعد أن أعادت سنتين، وكان هذا النجاح بداية جديدة لحياة جديدة.
حياة جديدة، بداية جديدة:
بعد أن تخرجت ومرّت سنوات من التوبة، تزوجت مريم من رجل صالح، وكان يسندها في حياتها ويشجعها على الاقتراب من الله أكثر. رزقها الله بأطفال، وكانت حياتها مليئة بالسلام الداخلي والبركة.
وفي إحدى الليالي، بعد أن صلت قيام الليل، جلست مريم على سريرها، تتأمل كيف تغيرت حياتها بعد التوبة. فكرت في حياتها السابقة، في تلك الأيام التي كانت تعيش فيها في المعصية، وفي الأذى الذي كانت تشعر به. لكن الآن، وبعد أن رجعت إلى الله، كانت حياتها مليئة بالسعادة والسكينة. لقد أصبحت تشعر أن الله قد غفر لها، وأن التوبة الصادقة قد غيرت كل شيء.
الدرس المستفاد:
قصة مريم هي قصة كل شخص قد يضعف في وجه المغريات والمعاصي، لكن الله دائمًا يقبل التوبة من عباده. المهم هو أن نُدرك أن الحياة ليست سوى فرصة واحدة، وأن التوبة تُفتح لنا باب الرحمة والمغفرة. فالتوبة الحقيقية تعني التغيير الكامل، وأن نبتعد عن كل ما يبعدنا عن الله.
يتبع