📁

رواية غفران هزمه العشق الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم نور زيزو

 رواية غفران هزمه العشق الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم نور زيزو 

رواية غفران هزمه العشق الفصل الخامس والثلاثون 35


رواية غفران هزمه العشق الفصل الخامس والثلاثون 35 


رواية

♡♡ غفران هزمه العشق ♡♡

الفصل الخامس والثــلاثــــــــون ( 35 )

___ بعنــــوان " طــــــــــــــــلاق " ___


كان يقف "غفران" بالخارج مع "جميل" وزوجته بعد أن جاءوا إلى المستشفى فور تلقى خبر مرض ابنتهما، وقف "قاسم" خائفًا على أخته التى تركها من قليل بخير ، خرج الطبيب من الغرفة فسأله "غفران" بذعر:-

_ طمني يا دكتور، قُسم عاملة أى؟


أقترب والدها ووالدتها من الطبيب بقلق يضرب قلوبهما على ابنتهما، تنهد الطبيب بهدوء وقال بنبرة خافتة بحزن:-

_ هى بخير الحمد لله والعملية نجحت وشلينا الورم من الرحم لكن الجنين للأسف نزل من قبل ما تيجي


تنهد "غفران" بهدوء من حديث الطبيب والآن زوجته ستحزن كثير ليقاطع صمته سؤال والدها بقلق:-

_ يعنى الخبطة كانت شديدة عليها مش كدة


نظر "غفران" إليه وهو يفهم أن والدها يلمح أنه سبب قتل الجنين من عنفه على طفلته فتحدث الطبيب بجدية مُجيب:-

_ مش الخبطة اللى كانت خطيرة بقدر مرضها والورم اللى كان بيكبر جواها، حضرتك ممكن تلقي نظر على الورم قبل ما يروح مركز التحاليل عشان نحلل العينة، مدام قُسم كانت محتاجة للجراحة دى عشان صحتها وحياتها وعنادها اللى كان مانعها من دا وأنا كلمت مسيو غفران فى الموضوع دا


_ يعنى بنتي بخير

قالتها " صفية" بقلق ليُجيب الطبيب بنبرة دافئة مُطمئنة يقول:-

_ أكيد ودلوقت تقدر تحمل من جديد ومن غير أى خطر على الطفل ولا على الرحم 


تبسمت "صفية" بعفوية وسعادة تغمرها من سلامة ابنتها، دخلوا إلى الغرفة لكي يطمئنوا على "قُسم" التى كانت تبكي بأنهيار وتضع يدها على بطنها بحزن يُخيم على ملامحها وقلبها من خسارة طفلها ، رمقها "غفران" بقلق من حزنها على فقد الطفل فقال بهدوء:-

_ حمد الله على سلامتك يا قُسم، خضتني عليكِ


لم تُجيب عليه من أنهيارها، أقتربت "صفية" منها بهدوء وقالت:-

_ حمدالله على سلامتك يا حبيبتي، الحمد لله الدكتور طمننا عليكِ وعلى صحتك


أقترب "غفران" بلطف منها ووضع يده على رأسها بحُب وقال:-

_ أهدئي يا قُسم 


سحبت رأسها بعيدًا عن يده وقالت بعناد وانفعال:-

_ أطلع برا... بابا خليه يطلع برا مش طايقة أشوفه


أتسعت عيني "غفران" على مصراعيها من كرهها وحقدها له فى حين أنه كان سيموت قلقًا عليها ، نظر "جميل" له بدهشة من غضب "قُسم" منه وقال:-

_ أستن برا يا غفران بعد أذنك


نظر إليها بضيق من تصرفها وطردها له أمام أهلها فقال بهدوء:-

_ لا، أنا مش هخرج وأسيب مراتي


_ مراتك اللى قتلت أبنها مش كدة

قالتها بانفعال وضيق وهى تعتدل فى الجلوس على السرير ، حدق بها بغضب وقال بهدوء يكبح غضبه:-

_ لا، مراتي اللى كنت هموت من القلق عليها ومقتلتش أبننا 


_ قتلته ببرود لأنه مكنش همك ولا فارق معاك، أنت معندكش عزيز ولا غالي، أمشي يا غفران أطلع برا لأني مش طايقاك وبكرهك

قالتها بعنادٍ وتحدٍ إليه، تنهدت بضيق أكثر وتابعت بكره أكثر:-

_ ومستحيل أعيش معاك، أمشي يا غفران 


_يا قُسم إنتِ كدة بتقفليها معايا 

تحاشت النظر إليه بغضب يكمن بباطنها وحقد يأكل قلبها من أفكار عقلها الخبيثة فإنه السبب فى خسارة طفلها، قالت بتحدٍ وعنادٍ:-

_هى اتقفلت من بدري يا غفران، من ساعة ما قتلت ابني.. أنت من البداية مكنتش عايزاه وعايز تخلص منه 

تحدث بنبرة جادة صارمة قائلًا:-

_ لأني مؤمن بقضاء ربنا، مبعاندش القدر زيك واعترض على أمر ربنا، الحمل من لحظة وجوده وهو محكوم عليه ميكملش، ربنا أديهولك وأداكِ معاه المرض وأكتر من دكتور قالكِ أنه مش هيكمل وإنتِ عاندتي ونشفتي رأسك معارضة كل الدكاترة وقضاء ربنا وجاية دلوقت تقولى أني السبب، تفتكرى لو حملك كان سليم زى أى ست زقة زى دى هتنزله، متعلقيش نزول الجنين عليا يا قُسم لأن دا قدره ومكتوب له بس إنتِ كنتي قليلة الإيمان بعوض ربنا وأن ربنا كريم وهيعوضنا بغيره لما تعالجي مرضك، أنا همشي يا قُسم ونصيحة منى قربي من ربنا وقوي إيمانكِ ودينكِ لعل دا يريح قلبكِ ويطمنكِ... لكن أوعي تقولي أنى قتلت ابني لأن دى جريمة أنا مش هقبل بها 

كانت تبكي بأنهيار شديدة مع كلماته عن مرضها وموت جنينها الصغير، وصل لباب الغرفة كى يغادر فاستوقفته بصوتها المبحوح ولهجتها الواهنة تقول:-

_طلقني يا غفران 

ألتف إليها مُندهشٍ من طلبها وحدق بها، صُدمت والدتها مثله وأكثر وقالت بدهشة:-

_قُسم إنتِ بتقولى اي؟؟، أهدئي لأن مش كل واحدة بتسقط بتخرب بيتها 

_طلقني 

قالتها بعناد أكثر وعينيها يتطاير منها الغضب والكره؛ لتُصدم عندما سمعته يقوله بهدوء أكثر برودًا:-

_إنتِ طالق يا قُسم 

غادر الغرفة فى هدوء تاركها خلفه مُصدومة هى ووالدتها لتجهش فى البكاء بأنهيار جنوني من إنفصاله عنها وتحققه لرغبتها......


___________________________ 


[[ قصـــــــر اللـــؤلـــؤ ]]


جلست "نورهان" فى مكانها تنظر إلى ابنتها التى تبكي بخوف وجسدها مُنهك من السفر وولادتها القريبة، تنهدت "نورهان" بهدوء تقول:-

_ كفاية عياط، دى أخر اللى يتصرف من دماغه 


صرخت "تيا" بانفعال جنوني بها قائلة:-

_ هو أنا كل ما أروح لحد يقولى مجتليش ليه؟ وتقلبوا فى القديم ، وابني مش فارق مع حد منكم ليه؟


أقتربت "نورهان" منها بهدوء حتى وقفت أمام مقعدها ومسكت فك وجهها بأناملها لترفع رأسها للأعلى حتى تتقابل عيونهما وقالت :-

_ أهدئي يا تيا، ابنك هيرجع لكن صدقيني اللى عملتيه دا ثمنه غالي سواء منى أو من الزمن لأنك متفهمش حاجة وأتصرفتي بغباوة قلب واحدة غيرانة ، غيرتك دى مش هتحرق حد غيرك يا حبيبتي 


نظرت إلى "رزان " بهدوء شديد ثم قالت بجدية:-

_ اتحركِ يا رزان وأعرفيلي اللى اسمه محمود دا فين ولا أى معلومة عنه


أومأت "رزان" لها بنعم ثم قالت بحزم:-

_ حاضر تحت أمرك يا دكتورة ساعتين وأجبلك الفايدة


هزت "نورهان" رأسها بنعم وحملقت بابنتها ثم قالت بهدوء:-

_ أطلعي أرتاحي وغيري هدومك دى وكله هيبقي تمام 


هزت "تيا" رأسها بالنفي رافضة حديثها ثم قالت:-

_ لا ، أرتاح أي وابني بعيد عني ، أنا مش جبروت زيك 


رمقتها "نورهان" بدهشة مُتسعة العينين مُصدومة من جراءة أبنتها ثم قالت بتلعثم:-

_ زي أنا


_ أه زيك، عمرك كله ما أخدتينا فى حضنك ولا طبطبتي عليا وطول الوقت بعيدة عننا ومتعرفيش حاجة عن الأم ولا حنانها ولا أى تعامل ولادها، أنا مش زيك يا دكتورة وقلبي مش هيقوى على أبني ولا أنا هقويه عليه

قالتها بتحدٍ غاضبة من معاملة والدتها لها طيلة عمرها ، كزت "نورهان" على أسنانها بضيق حتى سمعت ابنتها صريرها وقالت بحدة:-

_ أمشي من وشي يا تيا، أمشي 


غادرت ابنتها من أمامها لتجلس "نورهان" على الأريكة بتعب حزينة من حديث ابنتها فتأففت بضيق لتري قطرة من الدماء لوثت بنطلونها فحدقت بها بدهشة ثم رفعت يدها إلى أنفها ووجدت الدماء تسيل منها فرفعت رأسها للأعلى بقلق تحاول السيطرة على نزيفها ، وضعت مناديل على أنفها ولم تعري اهتمام لمرضها وكل ما يشغل بالها حفيدها الرضيع الذي خُطف من ابنتها، أخرجت هاتفها وهى تكتم دماءها بأناملها يدها الأخرى، أتاها صوت "رزان" تقول:-

_ أنا على باب الكمبوند أهو 


_ لفي مكان ما جيتي يا رزان، خلي رجالتك تعرف ليا مكان محمود صاحب أنس والأهم تعرفي مكان مراته وعياله 

قالتها بحدة صارمة جدًا لتقول "رزان" مُتعجبة صرامة رئيستها:-

_ حصل حاجة منه؟!


_ خطف حفيدي والزمن دا علمني أن العين بالعين والسن بالسن والبادى أظلم ، وعياله مش أهم من حفيدي بالعكس عياله ولا يساوا حاجة قصاد حفيد عائلة الحديدي

قالتها "نورهان" بقوة ولهجة غليظة تحمل بين طياتها أشمئزاز قوي من "محمود" ، أجابت "رزان" بنبرة هادئة:-

_ تحب أمرك، لكن أنا عندي خبر لحضرتك مش لطيف خالص


سألت "نورهان" بقلق من مقدمة "رزان" وهى تترك المنديل المبلل من دماءها وتستبدله بغيره قائلة:-

_ خير يا رزان على الصبح قلقتيني ؟؟


تنحنحت "رزان" بهدوء قبل أن تبدأ الحديث خائفة من "نورهان" التى على وشك أن تقلب العالم رأسًا على عقبًا بسبب حفيدها المفقود وهى الآن تحمل لها خسارة حفيدها الأخر فقالت بنبرة هادئة:-

_ مدام قُسم خرجت من المستشفي من ساعة على بيت أهلها وللأسف خسرت الجنين 


أتسعت عيني "نورهان" من هول الصدمة وقالت بتلعثم شديد:-

_ سقطت!! طب غفران فين؟ 


أجابتها "رزان" بنبرة جادة تقول:-

_ طلع من المستشفي على الشركة 


شعرت "نورهان" بغصة فى قلبها من القلق على ابنها وخصوصًا بعد علمها بمرضه النادر أصبح قلقها عليه يزيد، لم يكفى خبر جراحته التى ينتظر الأطباء موافقته لأجراءها أو خطرها عليه ليزداد الأمر الآن ببلاء جديد يزيد من قلبه حزنٍ لتقول "نورهان" بنبرة هادئة:-

_ ماشي ، أخلص بس من موضوع سِند دا ونشوف غفران، خلصيلي يا رزان موضوع سِند دا النهار دا 


أومأت إليه بنعم ثم قالت:-

_ حاضر 


أغلقت "نورهان" الهاتف وعادت بظهرها للخلف تسترخي وبدأ النزيف يتوقف شيئًا فى شيء وعقلها شاردًا فى حياتها التعيسة والمصائب التى تزداد عليها وشعور أنها السبب فى إصابة ابنها بالعمي كفيل أن يفتت قلبها كأم، والآن علمت بسبب كرهه الشديد لها وانفصاله عنها مدى الحياةلتدمع عينيها بحزن فأغمضتهما مشئمزة من قدرها التى جعل منها ضعيفة والآن تتساقط الدموع من عينيها .....


______________________


دقت "صفية" على باب الغرفة بلطف قبل أن تدخل وولجت باحثة بعينيها على طفلتها الحزينة فوجدت "قُسم" نائمة فى فراشها كالجنين داخل بطن أمه فأقتربت منها لترى "قُسم" تجفف دموعها بلطف قبل أن تراها والدتها فتنهدت "صفية" بحزن وجلست على حافة الفراش خلف ابنتها وربتت على كتفها بلطف ثم قالت بهمس:-

_ كفاياك بكي يا قُسم وربنا هيعوضك خير 


جهشت فى البكاء أكثر وأكثر مع ربت والدتها عليها بحنان لتتابع "صفية" الحديث وقالت:-

_ وبعدهالك يا قُسم ، أحمدى ربنا على اللى حصل ... ولا الحزن دا كله على غفران


أغمضت "قُسم" عينيها بقوة تعتصرهما من الوجع فدهشت والدتها من أنتفاضة جسدها كأنها تقاوم جسدها النحيلة فى صراع الألم لتقول :-

_ دا بحق بقي ، غفران سبب حزنك، سبحان الله يا بنتى مش إنتِ اللى طلبتي الطلاق منه قصادنا كلنا وركبتي دماغك


جلست "قُسم" على الفراش أمام والدتها بانفعال لترى "صفية" وجه ابنتها المنتفخ بسبب البكاء وأحمر كالجمر المُلتهب فتحدثت باستغراب:-

_ ولما إنتِ ميتة من البكاء عليه سبيته ليه ؟


_ عشان قتل ابنى 


تبسمت والدتها بلطف وقالت هامسة بعيني حزينتين:-

_ متضحكيش على نفسك يا قُسم ، غفران مجرد سبب لكن ابنك من ما ساعة ما اتخلق جواكِ وهو مكتوب له ينزل وإنتِ عارفة دا من الأول، صحتك وجسمك ميستحملوش دا ورحمك مكنش قادر يشيل العيل دا ليه مُصرة تشيلي غفران الذنب 


حدقت "قُسم" بعيني والدتها بأنهيار وعيني باكية حمراء ثم قالت بزمجرة تكز على أسنانها بشدة:-

_ هو زقني وهو قاصد دا، لأنه حاول قبلها ينزلوا ومعرفش ، هو كان قاصد يخلص منه


خرجت "قُسم" من الغرفة تاركة والدتها فى جدالها ووصلت بقدميها إلى المرحاض لتجهش فى البكاء بأنهيار شديد وهى تتكأ بيدها على حوض الماء وتعتصر ضلوعها مع أعتصارها لشفتيها تكتم شهقاتها وأنين البكاء يمزق القلب......


________________________ 


[[ شركــة الحديـــدي ]]


صرخ "غفران" فى وجه المدراء بانفعال جديد أرعب الجميع من مقاعدهم فحدق "عُمر" بوجهه مصدومٍ من شدة انفعاله ليترك "غفران" طاولة الاجتماعات فأشار "عُمر" للجميع بالأنصراف من المكتب ثم أستدار إلى رئيسه الذى وصل إلى المكتب ليجلس عليه، تحدث "عُمر" بنبرة خافتة:-

_ أطلب لك قهوة 


تنهد "غفران" بأختناق وهو يفك رابطة عنقه من الخنق وأنفاسه عالية ليشعر "عُمر" بالضيق من القادم ووجع الفراق سيحل على جميع موظفي الشركة بفضل "قُسم"، لو تعلم كم سيعاني موظفينه من قرار فراقهما لتحلت بالصبر أكثر شفقةٍ على أولئك الأشخاص، دلفت "ليلي" بهذه اللحظة تحمل فى يدها ملف فأشار "عُمر" لها برأسه بالنفي لتغادر فحدقت "ليلى" بوجه "غفران" فغادرت "ليلي" فى هدوء ليتابع "عُمر" بنبرة هادئة تهدأ من روعته:-

_ حضرتك كويس؟


_ لا، فكرة أن قُسم تتهمني بأن قتلت أبني وتطلق محسسني أنها كسرتني وأنتصرت عليا 


تبسم "عُمر" بلطف وقال :-

_ إحنا مش فى حرب وبدور على اللى هينتصر، شوية بس وتتخطي الصدمة وأكيد هتروق وتبقي أحسن وتقدروا تتكلموا بعدها 


قاطعه رنين الهاتف ليخرجه "عُمر" من جيبه وكان أحد رجالة "غفران" ليجيب بجدية:-

_أيوة 


_ إحنا قصاد عمارة محمود لكن حصل حاجة غريبة ، رزان سكرتيرة الدكتورة نورهان جت ومعاها رجالة وأخدوا مرات محمود وعياله 


نظر "عُمر" إلى "غفران" بهدوء شديد من هول الدهشة وأمه تحل الامر بكارثة أكبر لأختطاف أسرة الرجل، أنزل الهاتف قليلًا واخبر "غفران" بما حدث فتأفف "غفران" بضيق من تصرف والدته وقال بخنق:-

_ هيفضل الجُرم فى دمهم، خلي رجالتك تنسحب وترجع القصر، وينسوا أمر تيا وأبنها ، الدكتورة هتحللها الموضوع بطريقتها 


أومأ إليه بنعم وأستدار لكي يذهب من أمامه مُغادرٍ المكتب لكنه أستوقفه صوت "غفران" بنبرة خشنة قوية تحمل بين طياتها القسوة من كبريائه المخذول قائلًا:-

_ فاتن بعتت حاجات "قُسم" على بيت أهلها؟


ألتف "عُمر" إليه بدهشة من تعجله على طردتها نهائيًا من حياته وتلجم لسانه فى الحديث فلم يتفوه بكلمة واحدة ليرمقه "غفران" بنظرة حادة، حتى لو لم تراه عينيه المريض لكن عقله ترجم الصمت جدًا فأنه لم ينفذ أمره فقال بحدة أكثر:-

_ أرجع القصر النهار دا يا عُمر ملاقيش حاجة ليها فى بيتي ... سمعت


نطق كلمته الأخير بتهديد واضح فأبتلع "عُمر" لعابه فى هدوء خائفٍ من غضب هذا الوحش ليقول مُتلعثمٍ:-

_ حاضر، أنا بس كان ليا رأي .... 


قاطعه "غفران" صارخًا بنبرة قاسية أرعبت مساعده من محله وأرجفت قدميه بينما هزت صرخته جدران المكتب قائلًا:-

_ من أمتى وفى حد له رأي فى حياتي، اوعى تنسي مفسك ومكانتك يا عُمر أو تفكر تدي لنفسك مساحة أنا مسمحتلكش بيها ... فاهم ؟


أومأ "عُمر" بنعم مرتعبٍ من رئيسه الغليظ، خرج من المكتب ليرى "ليلي" تقف قرب الباب ووجهها شاحب بعد أن سمعت صراخ رئيسها وهكذا طرده للمدراء منذ قليل، تتمتم بخوف قائلة:-

_ هو فى أى يا عُمر؟ ماله هايج ليه؟


أجابه "عُمر" وهو شاردًا فى القادم بنبرة خافتة:-

_ ربنا يستر يا ليلي، إحنا هنشوف الفترة الجاية سواد، اللى رزعت جوا الحنية وعلمته يرحم أختارت الرحيل وقسوة الفراق محدش هيشيلها غيرنا، غفران بيه هيروينا قسوة مشوفنهاش قبل كدة بعد فراق قُسم .... أستحميله يا ليلي ولو زعق فيكِ عدي له عشان خاطري أنا عندك


أومأت إليه بنعم ثم قالت بقلق:-

_ حاضر وربنا يستر ... طب بقولك أى أنا مينفعش أروح أتكلم معاها شوية ، إحنا بنات زى بعض برضو


ضحك "عُمر" بسخرية وقال بعيني حزينة :-

_ تفتكر لما غفران بيه يطرد حد من حياته ، ممكن يرجع ... من خلال معاشرتي له إذا أنطبقت السماء على الأرض قُسم مش هترجع ، إذا كان مامته بقالها عُمر ومسامحهاش ولا رجعها لحياته وبينهم عداء تفتكر اللى تهون عليه أمه هتصعب عليه مراته 


عقدت "ليلي" ذراعيها أمام صدرها بتذمر وهى تعض شفتيها بغيظ شديد من قسوة "غفران" وهى لا تعلم ما حدث ليكره محبوبته هكذا فقالت بزمجرة بينما تقوس شفتيها الإثنتين للأسفل كالأطفال:-

_ لا مش هتصعب عليه لكن الحُب بيعمل معجزات يا عُمر، قلوبنا الوحيدة اللى ملناش سلطان عليها وأنت متعرفش الحُب بيعمل أى ولا قلبك لو ساقك هيوديك فين؟ ، أنا مؤمنة أن الحب لو أتمكن من قلبك مستحيل تشفي منه أو تتخطاه، وإن شاء الله الحب ينجدنا من غضبه ... وبعد الشغل أنا هروح لقُسم أزورها 


رفع "عُمر" حاجبه إلى خطيبته بغضب لتتحدث مُتابعة بتحدٍ وعنادٍ أكبر:-

_ لأنها صاحبتها مش لأنها مرات مسيو غفران، صاحبتي أتطلقت وغضبانة لازم أروح أواسيها 


شعر "عُمر" بمكر محبوبته فمسكها من ذراعها وجذبها بقوة نحوها حتى كادت أن تسقط من جذبه وقال بغضب مكبوح بداخله:-

_ اسمعى يا ليلي صاحبتك أنا مقدرش أحرمك منها ولا أقولك أقطعي علاقتك بيها لكن لو هتشتغلي جاسوسة على غفران بيه وتوصلي ليها أخباره هقطم رقبتكِ فاهماني طبعًا يا روحي


أبتلعت لعابها بخوف وهزت رأسها بنعم وهى تقول بغضب من قوته:-

_ أوعي كدة يا عُمر، قال جاسوسة قال، أنا مبفتنش على حد 

ضحك بسخرية وهو يدرك محبوبته أكثر من أى حد وبمجرد أن ترى "قُسم" ستجبرها بكل ما حدث فى الشركة اليوم وكما توقع تمامًا وصلت "ليلي" لمنزل "قُسم" وجلست معها فى غرفتها تخبرها بكل شيء حدث اليوم ثم تابعت:-

_ تخيلي أنه طرد مدير الحسابات لأنه غلط وياريت غلطة كبيرة دا بس كتب الأرقام هندية مش عربية فى الشيك


كانت "قُسم" تستمع لحديث "ليلي" عن غضبه وكيف تحول لثور هائج فى موظفينه بسبب قرار الإنفصال، تنحنحت "قُسم" بهدوء قائلة:-

_ هو كويس؟


ضحكت"ليلي" بسخرية على سؤالها ثم قالت:-

_ كويس!! إنتِ مش سمعاني ولا أى ، كويس أزاى وهو عامل زى الثور الهايج فينا، سورى يعني 


تبسمت "قُسم" بسخرية على حالها وقالت:-

_ مكنتش أعرف أنه بيحبني أوى كدة


فتح باب الغرفة ودلفت "صفية" تحمل العصير فسمعت "ليلي" تقول بهدوء ونبرة صادقة:-

_ للأمانة وكلمة حق يحاسبنى عليها ربنا ، أنا عمرى ما شوفت مسيو غفران بيحب ولا ملهوف على حد قد ما شوفته ملهوف عليكِ ودايمًا بيهتم بسعادة، دايمًا كان بيسألني أى أكتر حاجة البنات بتحبها ويعملك أى يبسطك، كان بقبض عليا هو وعُمر عشان أقعد أدور فى أكونتاتك وأعرف إنتِ بتحبي أى ويعملهولك، كتير من الوقت بعد ظهورك فى حياته وكان شغلي فى الشركة عبارة عن استشارات منه عن البنات ولو كانت رقيقة تحب أى والبنت تحب الراجل الى معاها يكون فيه أى ويعملها أى ؟ أتجوز كندا سنين وكان بيقول أنه بيحبها وكلنا كنا بنقوله أنه مستحيل يحب بعدها أو تهزه ست بعد كندا لكن لما شوفته حُبه ليكِ عرفت أن حُب عمره الأول والأبدي هو إنتِ 


قاطعتها "صفية" تقول بغيظ من تصرف أبنتها:-

_ قوليلها يا بنتى لأحسن ريقي نشف معها وهى راكبة رأسها


تبسمت "ليلي" إلى "قُسم" بلطف وقالت بحنان:-

_ سيبيها يا طنط على راحتها متغصبيش عليها ، قُسم موجوعة دلوقت وهى عاقلة وعارفة الصح وأكيد هتعمله.... صدقيني يا قُسم وكلامي معاكِ لأنكِ طيبة وأنا حبيتك كصاحبة مش لأنكِ مرات مسيو غفران رئيسي، غفران بيعشقك وبيموت من غيرك وحتى الموت مش عارف يحصل عليه فعايش متعذب بيصارع بين حياة بدونك وموت بيتمناه فى غيابك 


نظرت "قُسم" بحيرة لها وقلبها يشعر بغصة قوية بداخله من الألم ، يفتك الوجع بها حتى باتت كالوردة الذابلة وتشعر بأنها تغرق فى المحيط ولا تقوى على التنفس أسفل الماء فتصارع وحدها للنجاة .....


___________________________ 


جلست "نورهان" أمام الطبيب فى مكتبه بقلق من نظراته الحزينة فسألت بقلق:-

_ خير يا دكتور قلقتني؟ الأشعة فيها حاجة؟


صمت الطبيب بهدوء ثم قال بحزن وعيني بائسة:-

_ للأسفل اللى توقعت طلع، حضرتك عندك ورم على المخ 


أتسعت عيني "نورهان" على مصراعيها بصدمة ألجمتها فكادت أن تستفسر عن المرض لكن رن هاتفها باسم "رزان" فقالت بجدية:-

_ لحظة... أيوة يا رزان؟


_ مراته وابنه معايا ........


تبسمت "نورهان" بمكر شيطانية وقد جاءتها لحظة الانتقام المُميتة الآن ....


يُتبــــــــــــــــــع .......


#غفران_هزمه_العشق

#نور_زيزو

#نورا_عبدالعزيز 


رواية غفران هزمه العشق الفصل السادس والثلاثون 36 من هنا 

لقراءة الرواية كاملة (جميع الفصول) من هنا 

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات