📁

رواية حياة الجسار الفصل الثامن 8 بقلم مريم وليد

رواية حياة الجسار الفصل الثامن 8 بقلم مريم وليد

بنت حياة الجسار بقلم مريم وليد 


في صباح يوم جديد يحمل معه ذكريات سعيدة للبعض وحزينه للبعض الاخر.... 


في قصر الجارحي في جناح جسار كان نائم بعمق شديد وابتسامة ظاهره علي وجهه كان يحلم حلم جميل فكان يري نفسه جالس في حديقه واسعه ممتلئة  بالورود والاشجار وكان يجلس مستمتعا علي احد المقاعد الموجوده في تلك الحديقه ثم وجد يد صغيرة تبدو انها لطفله ما تمتد له ليمسكها جسار وهو يحملها بحب ويضعها داخل احضانه فشعر بالسعاده تغمره لكنه تململ في نومه عندما سقطت اشعه الشمس علي عيناه لتعلن عن بدايه جديدة.... 


استيقظ جسار وعلى وجهه السعاده من هذا الحلم الجميل...


وقام بعمل روتينه اليومي وتوجه الي اسفل نحو غرفة الطعام....


في غرفه الطعام كان كالعادة يجلس ادهم ومنال علي طاولة الطعام في صمت تام قاطعه دخول جسار الي الغرفه قائلاً ببتسامه لم تظهر عليه منذ زمن فكانت هذه الإبتسامة نابعه من قلبه،، صباح الخير....


ادهم وهو يردد ليه الإبتسامة،،صباح النور ياحبيبي...


منال وهي تتجاهل ادهم،،،ايه الإبتسامة الحلوة دي اكيد وافقت تتجوز نادين عشان كده بتبتسم مش كده.....


تغيرت ملامح وجهه جسار بمجرد ذكر اسم تلك الفتاه التي لا يراها سوا ع....... لا يهمها سوي المال فقط....


ادهم ببعض الغض، ب،،، اديكي قريتي عليه اهو رجع يصدرلنا الوش تاني اهو وبعدين هو انتي مش بتحبي تشوفيه فرحان أبداً....


جسار وهو يربت علي يد والده لكي يهديه،،، خلاص يا بابا اهدي انت انا اصلا ماشي....


ثم وجهه نظرة لوالدته ببرود بجيبا اياها بإختصار في موضوع تلك الفتاه...،،، اولا يا منال هانم مش انا اللي يتمشي كلمتك عليه ثانياً بقي انا حتي لو قررت اتجوز فأكيد مش هتجوز واحده زي نادين دي اللي انتي طالعالي بيها السما اوي....


منال بغض، ب،، ومالها نادين يعنـ....


قاطعها خروج جسار من الغرفه ببرود متجاهلا اياها تمامآ وكأنها لم تكن تتحدث في موضوع مهم بالنسبه لها.....


اما ادهم فكان ينظر لها باشمئزاز فهو نادم بشده انه استمع الي كلام ابيه وتزوج من تلك المرأة التي لا يهمها سوي المال والنفوذ والمظاهر لا تعلم ان كل تلك النعم سيأتي وقت وعليها ان تزول ولا تدري أيضاً ان جميع البشر عند الله سواء لا فرق بينهم قائلا بكره وندم من زواجه منها،،، هو انتي اااااايه يا شيخه معندكيش حاجه غير انك تنكدي علي ابنك كل يوم انا مش عارف اااايه اللي خلاني اوافق اتجوزك غلطت عمري وبدفع تمنها دلوقتي...


اما منال فكانت تلعب في اظافرها ببرود،،، خلصت كلامك بص بقي ده ابني زي ما هو ابنك وانا من حقي اختار ليه البنت اللي تناسبه وتشرفه بين مجتمعنا...


ادهم بتوعد وكرهه،، ده بعينك انه يتجوز البنت دي انا اول واحد هقفلك يا منال وانا يا انتي....


ثم غادر هو الاخر متجها نحو شركته فهو لديه العديد من الشركات الخاصه به من اكبر الشركات في العالم...


اما جسار عندما غادر وخرج من القصر وقد تعكر مزاجه الجيد في لمح البصر ركب سيارته وقادها مسرعا وخلفه الحراسه الخاصه به متجها نحو المستشفى الخاصه به لعله ينشغل بعمله قليلا لعله يهدأ من ثورة غضبه وفجأة جاءت امامه صورة الحلم وتذكر الطفله الصغيرة التي مدت يدها له واحتضنها فابتسم بحب وقد هدا غضبه مره اخري وذهب الي المستشفى ليباشر عمله....


في غرفه حياة كانت تنام بعمق شديد وهي سعيده للغايه فهي تشعر بالأمان والامل...تململت في نومها ثم فتحت عينها بكسل وهي تفركهم مثل الاطفال وقامت بنشاط كبير وبداخلها امل وحلم تمنت ان يتحقق وذهبت الي الحمام وقامت بعمل روتينها ثم ادت فرضها وقرأت وردها اليومي وخرجت من غرفتها متجهه نحو المطبخ لتعد الافطار لابيها وزوجته المصون ثم ذهبت الي غرفتها مره اخري لكي تبدل ملابسها وخرجت سريعاً متجها نحو جامعتها...


في الجامعه تحديداً في الكافتريا كانت حياة وصلت مبكراً ولم تجد احد ايا من تالين او ليلي فقررت ان تجلس وتنتظرهم فكان الوقت مازال مبكراً علي اول محاضره لها....


بعد قليل مازالت حياة جالسه مكانها وجدت احد يجلس امامها دون ان يستأذن منها فرفعت رأسها لاعلي لتجد شخص يدعي هشام لتردف حياة بشجاعه ظاهره رغم خوفها من نظراته،،، انت ايه اللي مقعدك هنا من غير استئذان....


هشام بجرأءة ووقاحه ونظراته كادت ان تفترسها،،، بصي من الاخر كده انا عايزك......


حياة بخوف وارتجاف،،، بـ بس اانا....


هشام،، ايوه عارف عارف انك ملكيش في الارتباط ولا في حاجه حرام وتغضب ربنا بس اعمل ايه عايزك بقي انا عايزك اممممم عندي حل حلو ايه رايك نتجوز.....


اما حياة كانت صامته تتطلع له فقط وتتسائل بداخلها لما الجميع يأتي عليها لما لا يساندني احد ياتري متي نهايتي في هذه الحياة البائسة او متي نهايه هذا الحزن؟؟؟!


قاطع حديث هشام وشرود حياة صوت تالين وليلي وهي تقول بغض، ب،،، انت يتعمل ايه هنا مش قلنالك قبل كده مش عايزين نشوف خلقتك تاني ولا انت غبي ومش بتفهم ولا ايه بالظبط.... 


هشام ببرود وهو ينظر الي حياة ببتسامه خبيثه دبت الرعب في قلبها علي انه ينتوي علي شيء ما فهي لا تشهر بالراحه له،،،، متقلقيش بس كنت بتفق مع حياة علي حاجه كده سلام يا حلوين.... 


اما ليلي فجلست بجانب حياة،،،  مالك يا حياة وبعدين الحيوان ده كان عايز منك ايه،،، 


لتتنهد حياة بحزن وتخبرها بما قاله لها هذا الهشام... 


ليلي بحزن علي حال صديقتها التي دائما ما يملائها الحزن،،،، معلش يا حياة اكيد هو بيقول اي كلام عشان يخوفك... 


حياة منهيه الحديث،،، طب يلا بينا عشان منتاخرش علي المحاضرة... 


اتجهو نحو مدرجهم.... 


عند جسار في المستشفى انهي جميع اعماله وتنهد بتعب ووقعت عيناه علي الساعه ووجدها قاربت علي الثانيه بعد الظهر فقرر الاتصال بتالين... 


جسار بعدما وجد تالين اجابت عليه،،،  الو 


تالين بمرح،، الووو يا ابيييه خييير... 


جسار وهو يبتسم علي صغيرته فهو يعتبرها ابنته وليست اخته الصغيرة فقط،،،  ايوة ياقلب ابيه انتي فين،،،... 


تالين بأستغراب فليس من العادة ان يسألها عن مكانها،، انا في الكليه اهو كلها نص ساعه وهمشي.... 


جسار،، طب خلاص انا هعدي عليكي ونروح سوا... 


تالين بخبث وقت فهمت محاولات جسار لرؤية حياة،، اشمعنا يعني وبعدين ما عمو مصطفى هيروحني... 


جسار بغضب مصطنع عندما احس انه محاصر،،، جرا ايه يا تالين انتي هتفضلي تسألي كتير... 


تالين بخوف مصطنع،،، خـ خلاص يا ابيه ده انت تنور الكليه كلها اباشا.... 


جسار بتنهيده وهو يركب سيارته ويبدأ بتشغليها،،، يلا سلام بقي انا عشر دقايق وابقي عندك... 


بعد ما تالين انهت كلامها مع اخيها اتجهت الي ليلي وحياة...لتقول بمرح،،، هالو يا بنات وراكوا محاضرات ولا لسه....


ليلي وهي ترد عليها بمزاح،، لا يستي الحمدلله خلصنا من القرف بتاع انهاردة...


تالين وهي تلاحظ حزن حياة وشرودها،،،مالك يا حياة انتي تعبانه ولا في ايه...


حياة بتوهان،،، هاااا كنتي بتقولي حاجه يا تالين...


تالين بقلق من حالتها،،،، لااااا ده شكله في كتييير بقي حصل ايه وانا معرفش...


لتبادر ليلي وتقوم بقص كل ما حدث علي تالين...،،بس ياستي هو ده اللي حصل...


تالين بأستغراب،،،مين هشام ده انا اول مره اسمع عنه...


ليلي بمرح،،، يابت ده اللي عاكسك اول يوم وهو كده واحد حيوان عينه زايغه دايما وبتاع بنات....


تالين بمرح عندما لاحظت انتباه حياة لحديثهم،،، ايوة طبعا افتكرته ده كان شخله مسخره اوي....


حياة وهي تشاركهم الضحك،،، بجد فعلا كان شبه الكتكوت المبلول بس مش عارفه انا بخاف منه ليه...


ليلي وهي تقول بصوت غليظ،،، مين ده اللي يقرب من حياتي وانا موجود...


تالين وهي تفعل مثل ليلي،،، شكلها نسيتنا يسطا وفاكرنا مش هنقدر نقف للمعزه ده....


حياة بضحك علي مرحهم،،،خلاص ياجماعه والله همو،ت من كتر الضحك شكلكم مسخره اوي بجد..لتضيف لهم بحبهم،،،،ربنا يديمكوا ليا....


تالين بصوت عالي بعض الشئ،،، خش في حضن اخوك يا فواااااز....


ليقوموا الي حياة باحتصانها بحب شديد....


عند جسار وصل الي الجامعه واتجه نحو تالين فوجدها تحتضن حياة فشعر بقلبه يتضخم بداخله وهو يري احب اثنين علي قلبه بهذا القرب....


اتجه نحوهم وهو يردف بمرح وهو ينظر الي حياة..،، وانا مليش في الحضن ده ولا ايه...


تالين بخبث وهي تقترب منه وتحتضنه ببراءة مصطنعه،،، انت تأمر يا ابيه اهو...عايز حاجه تانيه...


جسار بغيظ،، لا ياختي مش عايز...


ليقول بجديه،،،يلا يا ليلي انتي وحياة عشان اوصلكم بطريقي...


ليلي بنفي،،،،لا شكرا مش عايزين نتعب حضرتك...


جسار بسرعه،، لا مفيش تعب ولا حاجه ده انتي زي تالين يلا بينا...


ركبت تالين بجانب اخيها وليلي وحياة في الخلف وظل جسار ينظر لحياة من حين الي اخر من مراة السيارة وهو مستمتع بخجلها المحبب لقلبه تحت نظرات تالين الفرحه من اجل اخيها وقررت فعل شي لتقربهم من بعض....


اوصلهم جسار الي منزلهم ثم توجهه نحو القصر الخاص به ثم صعد الي جناحه... 


اما عند حياة فصعدت الي منزلها وابتسامه بلهاء علي وجهها وهي تتذمر من نظرات جسار لها قاطع احلامها داليا وهي تقول،،،  خير يابت ضحكتك من هنا لهنا زي الهبل ليه... 


كادت حياة ان تتحدث لاكن قاطعتها عندما قالت،،،  انتي لسه هتردي اجري حضري الغدا وانتي عامله زي قلتك كده... 


اما حياة فذهبت وبدلت ملابسها وذهبت لتعد الطعام... 


بعد تعب اليوم قامت حياة بأخذ حمام دافئ لعله يهدأ اعصابها ونامت بسلام... 


في غرفه المعيشه كان يجلس ايهم وتلك الحرباء يتحدثون في الخفاء خوفاً من ان يسمعهم عز الدين... 


ايهم،،، اي ياماما عملتي ايه في اللي اتفقنا عليه.... 


داليا وهي تتخيل ما سوف يحدث مع حياة،،  متقلقش بص يا ابن بطني انا هاخد ابوها ونروح فرح البت تفيده جارتنا وكده كده المخفيه دي هتكون هنا لوحدها والباقي عليك طبعا... 


ايهم بتفكير وهو يمرر يده تحت دقنه،،، طب افرضي رجعتوا بدري... 


داليا سريعاً،،،  مهو انا هقنع السنيور ابوها اننا نخرج شويه واتمسكن عليه وهو أساسا مش هيرفض... 


ايهم بضحكه خبيثه،،، كده اتفقنا... 


ليظلو يضحكوا وهم لا يدرون نتيجه افعالهم السيئه التي ستعود عليهم بالهلاك فيما بعد.... 


في صباح يوم جديد في غرفه حياة قامت من نومها متأخر من كثرة الاعمال التي اجبرتها ايها تلك المتجبره في امس.. 


ادت فرضها واتجهت الي الخارج وجدت ابيها يخرج من المرحاض،،،  فين الفطار... 


حياة بخوف منه،،، اااهو يا بابا هحطه حالا... 


اما عز الدين فتركها وغادر.،،،  ماشي شهلي شويه عشان عايزك في موضوع مهم.. 


حياة،،  حاضر يا بابا... 


في مكان لاول مره نزوره في فيلا ضخمه  في غرفه الصالون كانت تجلس منال وبجانبها ثريه...


كانت منال تحاول اصلاح ما افسده ابنها في ذالك اليوم...،،، انا بعتذر لك عن اللي حصل من جسار ابني شاب طايش هو بعتني اعتذرلكم بنفسي عشان هو عنده شغل ومشغول اوي...


ثريه بعجرفه،،،  ده طردنا وعايزانا نرجعله لا طبعا... 


منال برجاء،،، يا سوسو افهميني لو انتي سبتيه وبعدتي نادين عنن مس هتوصلي الشهره ولا المكانه  اللي انتي عايزاها... 


ثريه،،،  انا موافقه كمان نادين بقالها فتره متغيرة ومبقاش فارق معاها الموضوع ولا فلوس ولا اي حاجه حتي لبسها بقي كله واسع وشكله بلدي وعرفت انها ماشيه مع واحد بيخليها تعمل كده وانا بصراحها عايزاها تبعد عنه.. 


منال بمكر،،،  كده اتفقنا انتي عايزة تعدلي حال نادين وتبعدبها عن الولد ده وفي نفس الوقت انا اضمن جسار يبقي تحت ايدي ويطاوعني... 


ثريه بفرحه،،  اتفقنا يا موني يلا بينا نروح نحتفل بالمناسبه السعيده دي... 


ليذهبوا ليحتفلوا وهم غافلين عن تلك التي استمعت  الي حديثهم وكانت دموعها تنزل بصمت،،، بعد كل ده يا ماما كل اللي بيهمك شكلك ومكانتك وبس ومش فارق معاكي بنتك وسعادتها.... 


ثم اكملت وهي تمسح دموعها بقو، ه،،،  بس انا هعرف اتصرف كويس ومش هخليكم تعملوا اي حاجه من اللي في دماغكم دي علي لو علي حساب راحتي وسعادتي انا.... 


ثم صعدت الي غرفتها وهي تنوي علي فعل شيء ما في داخلها....


يتبع......

روايةحياة الجسار الفصل التاسع 9


Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات